تكرر خفض رأس المال ثم رفعه

تبدو كثير من شركاتنا المساهمة كورق الشجر الجاف، الذي كلما دبّ فيها الموت تم ضخ المزيد من المياه المهدورة فيها (خفض رأس مال ثم رفع رأس مال!!) وهي – في كثير منها- لا ظلٌّ ولا ثمر، تعود مرة أخرى للجفاف والموات رغم هدر المياه.. (ومن تلك الشركات : (الأسماك، أنعام، الكابلات، الورق، زين، عذيب، وكثير من شركات التأمين) وعلى صغار المساهمين الانصياع التام لقرار الجمعية العمومية بالموافقة على خفض رأس المال ثم رفعه مطالبة من المساهمين ضخ المزيد من الأموال في الشركة ذات الخسائر المتراكمة، والتي غالباً ما تعود خسائرها لسوء الإدارة، وارتفاع المصاريف المهدورة، وتكاليف الموظفين المُبالغ فيها، ومكافآت أعضاء مجلس الإدارة والمديرين التنفيذيين، مكافآت على أنهم خسّروا الشركة ووضعوها على حافة الإفلاس؟!! ..

نقترح ألّآ تتم الموافقة على رفع رأس مال أي شركة مساهمة خاسرة إلّا بعد تقديم تقرير من خارج الشركة، تُعِده جهات محايدة متخصصة في الإدارة المالية والمحاسبة لمعرفة أسباب الخسائر المتراكمة، وهل نموذج عمل الشركة قابل للاستمرار أم لا؟ وهل إدارتها صالحة أو فاسدة أو مُهملة؟ تقرير شامل الاستقصاء يحمي المساهمين والاقتصاد الوطني من هدر الأموال ومن عبث العابثين.

عبدالله الجعيثن- كاتب صحفي

جريدة الرياض- الجمعة 21 فبراير 2020


Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »