لماذا تعثر المشروع؟

الإدارة تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة، فإذا غاب التخطيط فشل المدير، وإذا لم يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتنظم الأمور بدقة فشل المدير، وإذا غاب التوجيه المحفّز ضعفت الإدارة، وإذا اختلت الرقابة حصل التسيب وتعثرت المشاريع أو خرجت هزيلة، ولا شك أن لكل ذلك ضرره المتعدي الذي لا يقف بخلو كرسي المدير أو داخل أسوار المؤسسة بل يتعدى لخارجها.
عندما تنظر حولك تجد:
مشاريع متعثرة من سنوات!
مشاريع صرفت عليها الملايين تخرج بمستوى دون المأمول!
وعلى مستوى الطرق تحويلة تتبعها تحويلة، وما أن تغيب تحويلة حتى تظهر أختها!
من الذي استلم المشروع الهزيل؟ ومن الذي وقع على تمامه؟
في أغلب الأحيان: ابحث خلف كل مشروع فاشل عن مراقب ضعيف الرقابة.
لقد عرف عالم الإدارة هنري فايول الرقابة بأنها: التأكد من إتمام كل شيء حسب الخطة المرسومة والتعليمات الصادرة والمبادئ القائمة، وبيّن المختصون أن عملية الرقابة ليست في مرحلة التقييم فقط، بل تمر بمراحل تبدأ بوضع معايير للأداء (زمنية وجودة وكمية وتكلفة)، ومن ثمّ مراقبة وقياس الأداء الفعلي، وتأتي بعدها مرحلة مقارنة الأداء الفعلي بالمعايير، ثم يتم تقييم الانحراف واتخاذ الإجراء التصحيحي المناسب، فإن كان الانحراف يتجاوز الحد المسموح به يتم اتخاذ إجراء تصحيحي، وإن كان ضمن الحد المسموح به تستمر الرقابة.
فهل هذا هو ما يحدث عندنا؟!
نحتاج إلى تدريب على الرقابة، وجهاز رقابي يقف بنفسه على المشاريع ويستطيع التقييم وفق المعايير الدقيقة التي تم وضعها لا بالحدس والبديهة أو بما يسمعه من المقاول ومن في حكمه.
لقد أثار موضوع الرقابة ما نقلته صحيفتنا اليوم من توجيه أميرنا صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية في لقائه بمحافظ القطيف المكلف الأستاذ فلاح الخالدي حول «..أهمية العمل التكاملي مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية، وتفعيل دور اللجان المختلفة المنضوية تحت المحافظات، والوقوف الميداني والمتابعة المستمرة للمشروعات التنموية المقررة في المحافظة…»
الوقوف الميداني والمتابعة المستمرة لثروتنا نتمنى أن نراها من كل مدير إدارة ومحافظ، من أجلنا وأجلهم.

د. شلاش الضبعان – أستاذ مساعد في جامعة حفر الباطن

جريدة اليوم – الاثنين 24 فبراير 2020

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »