معايير العودة إلى العمل في ظل «كورونا»

أصدرت هيئة المواصفات البريطانية هذا الأسبوع مواصفة شاملة بمثابة دليل إرشادي للمعايير التي يجب اتباعها للعودة إلى العمل بصورة آمنة في ظل وباء «كورونا»، وقد اشتملت المواصفة التي جاءت في 36 صفحة على الكثير من الدروس المستفادة من دول عدة، وكذلك من منظمة الصحة العالمية، وكمتخصص في الجودة والتعلم المؤسسي أسعدني رؤية دورة «ديمنج» PDCA في مقدمة المواصفة (التخطيط، التنفيذ، الفحص، التصحيح)، وهي طريقة عملية تساعد في حل المشكلات وفي التحسين المستمر، ويبدو أن هيئة المواصفات البريطانية أرادت تذكير العالم بما كتبه «ديمنج» في الثمانينات في كتابه «الخروج من الأزمة»، حيث ساعد تطبيق مبادئ وأساليب الجودة والتعلم المؤسسي في خروج العالم من أزمة المنتجات والخدمات الرديئة، خصوصاً ما يتعلق بصحة الإنسان وحياته.

تؤكد BSI أن اتباع إرشادات تلك المواصفة كفيل بتحقيق ثلاث فوائد رئيسة، وهي حماية العاملين وذوي العلاقة والمعنيين في بيئة العمل، وأن مخاطر وباء «كوفيد-19» سيتم إدارتها بأسلوب منهجي وشامل، وأنه سيتم تأسيس إطار عمل لإدارة التغيير بفعالية.

لقد احتوت تلك المواصفة على أفضل ما جاء في الكثير من المواصفات مثل إدارة المخاطر، والصحة والسلامة المهنية، ورفاهية العاملين، واستمرارية الأعمال، والمرونة المؤسسية، ويشتمل القسم الأول من المواصفة على تخطيط وتقييم المخاطر بحيث يتم إجراء تقييم وفهم لنطاق العمل والبيئة التي يدور فيها عمل المؤسسة المعنية، يلي ذلك شرح مفصل لدور القيادة ودور العاملين، ثم التخطيط الجديد بما يتسق مع التغييرات الحالية، يلي ذلك بيئات العمل حيث تشرح المواصفة بيئة العمل التقليدية، ثم العمل من المنزل، والعمل من منزل آخرين، والعمل من أكثر من موقع ومن مواقع غير ثابتة، يتبع ذلك عرض تفصيلي للأدوار الرئيسة في المؤسسة، والأنشطة المقترحة لتجنب العدوى ولتخفيف آثار «كورونا» على الأداء المؤسسي والفردي، بما في ذلك إدارة الطوارئ وطرق الاستجابة.

وفي القسم الثاني تم تناول كيفية التعامل مع حالات الاشتباه بالإصابة وحالات الإصابة المؤكدة، وكيفية التصرف وما هي أدوات الحماية الفردية PPE وكيفية عزل المريض، ثم كيفية متابعة حالة المريض أثناء عزله بالمنزل.

ويتناول القسم الثالث الصحة النفسية ورفاهية العاملين، وهو الشق الذي أتمنّى أن ينتبه إليه مديرو وأصحاب الأعمال في عالمنا العربي، فالصحة النفسية لا تقل أبداً عن الصحة البدنية للإنسان إن لم تكن أهم.

والقسم الرابع بعنوان الشمولية ويتناول أهمية دمج وشمول أصحاب الهمم ومختلف الديانات، ومن هم بحاجة إلى دعم تقني أو تدريبي في ما يخص استخدام التكنولوجيا، وللحديث بقية عن بقية أقسام المواصفة.

د. علاء جراد

الإمارات اليوم – 14 يوليو 2020

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »