الملخص:
سعت الدراسة لتقديم إطار منهجي لدراسة وتحليل ظاهرة فشل السياسات العامة ودوره في تعزيز فرص التعلم. وقد تبلورت مشكلة الدراسة في ثلاثة تساؤلات رئيسية؛ يتعلق الأول بتحديد إلى أي مدى يمكن قياس وتحليل أسباب فشل السياسات وعلاقة ذلك بالتعلم ؟. بينما تمحور التساؤل الثاني في كيفية استخلاص الدروس المستفادة من تجارب سابقة؟. في حين تمركز التساؤل الثالث في كيفية منع السياسات من الفشل؟. وللإجابة على تلك التساؤلات، تطرقت الدراسة في فصلها الأول إلى تحديد الإطار النظري للعلاقة بين مفهوم فشل السياسات والتعلم ؛ مما يستلزم ضرورة التعرف على الأنواع المختلفة للفشل وأبعاده ومؤشراته وأسبابه، والوقوف على مدى كفاية المنهجية المستخدمة في تحليل فشل السياسات العامة. هذا فضلا عن تحليل مستويات تعلم السياسات ومصادره المختلفة، ومن ثم تحديد العلاقة بين تحليل فشل السياسات والتعلم وتطوير مجموعة من المؤشرات التي يمكن أن تدل على هذه العلاقة. أما في الفصل الثاني فقد حاولنا إلى تطوير أسلوبا تحليليا لتناول ظاهرة فشل السياسات السابقة واستخلاص الدروس المستفادة كمدخل علاجي Reactive Approach لتعزيز فرص التعلم بمستوياته المختلفة وضمان عدم تكرار الأخطاء التي حدثت وتسببت في فشل السياسات مرة أخرى. ثم محاولة تطبيق هذا الإطار التحليلي على سياسة دعم الطاقة في مصر. أما الفصل الثالث فقد تناولنا كيفية منع السياسات من الفشل المحتمل من خلال الاستعانة بمصفوفة تحليل أنماط وتأثيرات الفشل Failure Modes &Effects Analysis ، وهي منهجية وقائية proactive استباقية لتحديد أين وكيف يمكن أن يحدث الفشل أثناء العمليات. ومن ثم اختبارها على برنامج تكافل للمساعدات النقدية المشروطة للأسر الأشد فقرا.
مصطفى محمود السيد حامد
جامعة القاهرة – 2018