مدونة السلوك الوظيفي ضرورة أم مسحوق تجميل اداري!

كثيرًا ما نسمع أو نقرأ عن مدونات السلوك الوظيفي والمهني والتي بموجبها يخضع العاملين في المؤسسات لقواعد أخلاقية وسلوكية ومهنية تنظم العلاقات بين الأفراد والمؤسسة، حيث تنظم هذه المدونات مسائل قد تتعلق بالجوانب الأخلاقية الفردية مثل الصدق والأمانة والشفافية والنزاهة والموضوعية والتجرد وتجنب تضارب المصالح وغيرها الكثير.

ولا يخفى على أحد بأن مثل هذه القواعد إنما وضعت للحفاظ على نزاهة التعاملات في المؤسسات والمحافظة على الحقوق المادية والمعنوية للمؤسسات وشركائها المختلفين، ولكن يظهر من خلال التطبيق الكثير من الانحراف عن أصل الفكرة التي وضعت من أجلها تلك المدونات وأصبحت في كثير من الأحيان كمسحوق تجميل إداري يكتب ويراجع بشكل دوري للإيفاء بمتطلبات الجودة والتميز والحاكمية المؤسسية.

وفي حال تفعيل تلك المدونات فقد يكون الهدف منها مساءلة أحد العاملين فقط وليس الغرض من ذلك بناء منظومة أخلاقية وسلوكية ومهنية عالية المستوى في المؤسسات ترتقي بالسلوك الفردي ليصبح هوية تميز المؤسسة عن غيرها. ويتحتم على مؤسساتنا العربية النظر إلى مدونة السلوك الوظيفي والمهني بنظرة شمولية كجزء أساسي ورئيسي في الثقافة التنظيمية للمؤسسات وكضابط رقابي على سلوك العاملين والمؤسسة كوحدة واحدة، الأمر الذي يؤثر في استمرارية المؤسسات وأعمالها كونها تصبح مؤسسات أخلاقية سلوكها واضح نزيه وشفاف تجاه متعامليها الذين حتمًا سيتحولون من متعاملين مؤقتين لشركاء دائمي التعامل.

د. صهيب مصطفى القضاة

خبير رأس مال بشري وتطوير مؤسسي

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »