الشركات النفطية بين الربح والخسارة

تفاوت أداء شركات النفط العالمية ما بين رابح وخاسر مع ختام النصف الأول أحد أسوأ الاعوام على الصناعة النفطية تاريخيا، فلم يعد حجم الانتاج هو الأهم، ولم تعد المشاريع المليارية البراقة تلفت الاهتمام بقدر حقوق المساهمين واستمرار توزيع الارباح النقدية وتدفقها الى حساباتهم.

مع استمرار الوضع الحالي للسوق وبقاء مستويات النفط الخام حول مستوى 40 دولارا للبرميل، أصبح التوجه العام للتكيف مع الأسعار الحالية ووضع الخطط المستقبلية المعقولة لاستمرار الشركات في عملها، وعدم خسارة الكفاءات من الموظفين للمنافسين، وعدم بيع الأصول الاستراتيجية، والتخلص من الأصول غير الأساسية وتعويضها بغيرها المدرة للدخل، وخفض النفقات للوصول الى نقاط تعادل أقل في ميزانيات الشركات.

أشارت التوقعات السابقة الى ان تشطب شركة شل العالمية لأصول تبلغ قيمتها 22 مليار دولار أميركي، اي ما يزيد على 6.6 مليارات دينار كويتي خلال الربع الثاني من عام 2020، وأعلنت الشركة عن تحقيق خسارة تبلغ 18 مليار دولار في فترة 3 أشهر فقط.

تأتي هذه النتائج الكارثية للصناعة النفطية على مستوى عالمي نتيجة للعوامل التالية:

1 – تراجع هوامش ربح المنتجات المكررة.

2 – تراجع الكميات المصدرة من المنتجات المكررة نتيجة لتدهور الاقتصاد العالمي.

3 – ارتفاع تكلفة الانتاج نتيجة الاغلاقات الاقتصادية ومصاعب التشغيل.

4 – انخفاض الطلب من قبل قطاع النقل العالمي والطيران.

5 – انهيار شركات خدمية، مما أثر على سلسلة التوريدات للشركات التي ما زالت تعمل.

6 – انخفاض شهية المصارف لتمويل العمليات النفطية لزيادة المخاطر وضعف الطلب.

على ضوء هذه الاحداث تم تخفيض التوقعات لأسعار النفط للعام الحالي لمستوى 35 دولارا للبرميل احترازيا، على ان يتم العمل بإجراءات تقشفية جديدة لتقليل الخسائر، على ان تتحسن الأسعار حسب ما هو متوقع للعامين المقبلين حسب التوقعات المعدلة عند مستوى 50 دولارا للبرميل في عام 2022.

ختاما، الحمد لله الشركات النفطية الوطنية في دول الخليج تتمتع بتكلفة انتاج اقل من نظيراتها العالمية، فما زالت تحقق ربحية ممتازة، مما يجعلنا في موقف أفضل للعمل على تعظيم عوائدنا وتقليل مصروفاتنا غير المبررة.

فراس عادل السالم – كاتب

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »