الملخص:
يشكل البحث في موضوع الحوكمة المحلية، واحدا من المواضيع التي باتت اليوم تسائل الباحثين السوسيولوجيين، بعد مرحلة عرفت باهتمام الإقتصاديين، ومؤسسات التمويل الدولية.
إذ تكتسي مقاربة الحوكمة في الحقل السوسيولوجي مشروعيتها، لارتباطها بسيرورة العلاقات بين الفاعلين، بما فيهم السلط، والجمعيات المحلية، وبدراسة أنماط الحكم، وطبيعة السلطة وشكل التدبير، وتمفصل السلطتين المركزية والمحلية.
فالبحث الأكاديمي في حالات الحوكمة المحلية، وتمظهراتها ، تستدعي أو تدعو الباحث الإجتماعي، لاستخدام أدوات التحليل، والمناهج الخاصة بعدد من الحقول السوسيولوجية الفرعية، لعل أهمها علم إجتماع الجمعيات، و كذلك علم إجتماع السياسة، وعلم إجتماع البيئة.
إن مقاربة الحوكمة المحلية، وتطبيقها على حالات تخص مسارات بناء مواقف المجموعات والفاعلين المحليين من المسائل البيئية، وطبيعة تفاعل هذه الأطراف في أشكال التدبير والحكم.
و بناء على ما ذكرناه يجوز لنا القول أن الأجندا21 المحلية، تمثل شكلا للتفكير والتخطيط والتدبير، اقترحته منظمات دولية، ومؤسسات أممية تعنى بالتنمية والبيئة، وتبنته بعض الدول، كإطار لتعاون القوى ومشاركة الفاعلين في تحديد الإختيارات واتخاذ القرارات على المستوى المحلي.
تركز البحث على تتبع وتحليل عناصر منهج الحوكمة المحلية من خلال ثلاث حالات دراسية(صفاقس، جرادو، وجربة)، مع التركيز على العلاقات بين الفاعلين (بمن فيهم المتساكنين والسلط) وتبين دور الجمعيات في تشكيل مفهوم المواطنة، وتكريس منهج الحوكمة، وضمان مشاركة جماعية في بناء السياسة ورسم خطط التهيئة والتنمية واتخاذ القرار في مجال البيئة.
سليمان الأمين
كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية”قسم علم الإجتماع– تونس – 2015