كيف تُفسد مسيرتك الوظيفية؟!

هل تصدق أن أعتى عائقٍ أمام تقدمك الوظيفي قد يكون أنت! هذا محتمل لأننا لا نفتأ نُفسد مسيرتنا الوظيفية دون أن نخطط لذلك! والأسوأ إيقاف الصعود نحو الأعلى!

لست هنا أتحدث عن فشل إنجاز المهام، أو الهفوات اليومية كتكرار التأخر عن الدوام أو الاجتماعات، بل تلكم الاستراتيجيات التي تمارس دون أن نعلم، وتؤدي إلى نتائج يصعب تصحيحها! من خلال خبرتي بالعمل في مؤسسات حكومية وأخرى شبه حكومية، وخبرة طويلة في القطاعين الخاص والخيري أستطيع إجمال الاستراتيجيات الضارة بما يلي:

  • التوقف عن التعليم والتدريب.. يُخدع البعض بتقدمه الوظيفي؛ فيتوقف عن تلقي المعارف واكتساب المهارات بزعم أنه يمتلكها أو لضيق وقته، بينما يَختص المتقدمون أنهم يسبقون قرناءهم، ويتميزون عليهم بالتعليم المتقدم والمهارت المكتسبة حديثاً.
  • التركيز على العلاقات العمودية داخل المنظمة وتجاهل العلاقات الأفقية.. نميل دوماً لتوثيق العلاقات مع المديرين والمرؤسين، أي في اتجاه عمودي فقط، ولا نستثمر في النظراء أو زملاء الإدارات الأخرى، مع أن تعميق تلك العلاقات يؤثر بشكل إيجابي على نجاح أعمالنا، وبالتالي تقدمنا الوظيفي.
  • تجاهل ثقافة المنظمة.. يعتقد البعض أن الجد والاجتهاد كفيل بتحقيق النجاح، بينما يلعب فهم كواليس ثقافة المنظمة دوراً محورياً في تحقيق النجاح وتسهيل القبول، ففهم وإدراك الأعراف والعادات غير المكتوبة للمنظمة يعزز حشد الدعم وتحقيق المستهدف، ناهيك عن إدراك أولويات المنظمة وأهدافها غير المرئية.
  • عدم التوافق على سقف التوقعات والمستهدفات.. يخطئ الكثيرون حينما لا يتوافقون بشكل واضح مع مدرائهم على ميثاق الأداء السنوي، الذي يتضمن سقف التوقعات والإمكانات المتاحة لذلك. حتى لا تمسي ضحية فشل تحقيق أهداف يصعب الوصول لها دون توفر كحد أدنى من الإمكانات والموارد البشرية.
  • التفكير على المدى القصير.. عبر المغالاة في توفير الضمانات التي قد تكون تحوطاً ضد مخاطر بعيدة المدى؛ لكنها تنمي الخوف من اتخاذ القرار ومغادرة منطقة الراحة، سواء داخل المنظمة بالتردد عن الانتقال إلى تحدٍ جديد خارج الإدارة التي تعمل بها، أو خوض التجربة خارجها، خاصة أن أسرع القفزات الوظيفية تحدث حينما تنظم إلى منظمة أخرى.
  • المبالغة في تقدير النفس.. يتوهم الكثيرون أنهم يساهمون بأكثر مما يؤدونه فعلاً! ما يجعلهم بعيدين عن واقع أثرهم، والأسوأ تكبّرهم على الزملاء، ثم دُخلوهم في دوامة السلبية، مما يؤثر على العطاء ومؤشرات الأداء، بالتالي خروجهم من دائرة الترشيحات.
  • التركيز على المنافع المالية وإغفال بيئة العمل.. بالتأكيد المنافع المادية تدفع مقابل الالتزام الوظيفي، لكنها ليست كل شيء! تبقى بيئة العمل هي المحفز الأساسي للاستمرار والتطوير، والتقدم كذلك.نحن من يرسم مستقبلنا، وأهم خطوة هي إدراك أن تقدمنا الوظيفي رهن استراتيجيات نمارسها اليوم! أستطيع تلخيص أبرز ما يجمعها: التحلي بالإيجابية، تعلم الجديد وفهم ثقافة المنظمة، ثم بناء العلاقات الأفقية والاستعداد للتقدم نحو الأمام.

عبدالرحمن السلطان

جريدة الرياض 2022

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »