يواجه العالم اليوم وباء كورونا الجديد الذي انطلق من ووهان بالصين ووصل إلى غرب الكرة الأرضية بشكل سريع. هذا الوباء الجديد مازال مستمرا في الانتشار يوما بعد يوم في دول عديدة. الحقيقة أن الأثر السلبي لوباء كورونا الجديد يتمثل في الانعكاسات المؤلمة على الاقتصاد العالمي في معظم القطاعات الاقتصادية. العديد من الدول تعاني من الانتشار السريع الذي لم يترك فرصة للتعاطي مع المصابين بالمرض وكذلك لحماية مواطنيها من العدوى.
لقد عُطِلت المصانع الضخمة التجارية في الصين مما كان له الأثر السلبي الكبير على الصادرات الصينية وبالتالي المتاجر العالمية في معظم دول العالم التي تعتمد عليها. والملاحظ أنه تضخمت أسعار المنتجات الصينية في الأسواق الدولية بسبب نقص العرض وذلك توقعا لغلاء الأسعار. زاد الطلب على بعض المستلزمات الطبية ذات العلاقة بالوقاية من عدوى الفيروس ما ساهم في ارتفاع الأسعار إلى الضعف، وذلك لأن معظمها يأتي من الصين التي توقف الاستيراد منها بسبب الحجر الصحي عليها.
الضرر الذي ألحقه فيروس كورونا الجديد شامل على الاقتصاد العالمي في مجالات عدة على رأسها السياحة والنقل بشكل عام. توقفت رحلات الكثير من شركات الطيران من وإلى الصين وبعض الدول الموبوءة بسبب هذا الوباء السريع الانتشار والمميت لمن ظروفهم الصحية ليست في أفضل حال.
أما بخصوص الأسواق المالية، فقد انخفضت بشكل حاد ومستمر حتى كتابة هذا المقال، وأكثرها تأثرا السوق المالية الصينية. وقد شهدت السوق المالية السعودية هبوطا حادا في معظم الأسهم والتي كان أكثرها كل من سوقي الطاقة والبتروكيماويات. وبما أن أرامكو السعودية تمتلك استثمارات كبيرة في الصين فقد كان التأثير على سهمها قويا تحت سعر الاكتتاب، لكنني أتوقع ان الاقتصاد الصيني سيتعافى قريبا ما يعني أن سوقنا المالية ستتعافى تبعا لذلك خاصة أسهم قطاع الطاقة والبتروكيماويات.
يتضرر على مستوى العالم قطاع الرياضة بعد إلغاء الفعاليات والمباريات خوفا من التجمعات التي تساهم في انتشار العدوى في مثل هذه المناسبات التي يحضرها جمع غفير من الناس المهتمين بالرياضة. إضافة إلى ما سبق ذكره فقد تضرر قطاع الترفيه بسبب إلغاء الحفلات الترفيهية بكل اشكالها للوقاية والحد من التجمعات.
انتشر الخوف والهلع من فيروس كورونا الجديد بين الكثير من الشعوب مما سبب الكثير من الانعكاسات السلبية على العلاقات الاجتماعية، حيث أصدرت بعض الدول إجراءات احترازية فيما يخص التجمعات والحفلات والمناسبات الاجتماعية خوفا من العدوى بالفيروس.
يتكبد الاقتصاد العالمي يوميا مليارات الدولارات جراء توقف التجارة مع الصين والدول الأخرى الموبوءة. والمتوقع أن تصل التكلفة الاقتصادية على الاقتصاد العالمي أكثر من عشرة تريليونات دولار، وستزيد باستمرار انتشار الفيروس قبل توصل شركات الأدوية العملاقة إلى علاج ناجح.
وفي هذا الصدد فقد اتخذت المملكة إجراءات صارمة للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد بين المواطنين والمقيمين، حيث تم تعليق الدراسة في المدارس والجامعات حتى إشعار آخر. تقوم وزارة الصحة السعودية بالتوعية الكافية والمتواصلة بخصوص الوقاية من العدوى بفيروس كورونا، حيث تتوالى رسائل التوعية والمعلومات الأخرى بشكل يومي للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
وفي الختام، كفانا الله وإياكم من هذا الوباء وأوصيكم بأخذ الحيطة والحذر واتباع تعليمات وزارة الصحة والجهات الأمنية للوقاية من العدوى.
د. عبدالوهاب القحطاني – أستاذ الإدارة الإستراتيجية وتنمية الموارد البشرية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن
جريدة اليوم – 19 مارس 2020