بيرنهام، جيمس

سيرته الذاتية:

بيرنهام، جيمس، أمريكي ولد في عام 1905م وتوفي عام 1987م، وتلقى تعليمه في جامعة برنستون وفي كلية بيلوم بأكسفورد إنجلترا. وعمل أستاذًا للفلسفة في الفترة 1932- 1954م في جامعة نيويورك. ومنذ عام 1955م عمل محررًا للناشيونال ريفيو.

مساهماته:

كانت المساهمة البارزة لجيمس في أدب الإدارة هي كتاب الثورة الإدارية Managerial Revolution, 1941. والذي شرح فيه قدوم الثورة الاجتماعية والتي شعر أنها أصبحت واقعًا في زمنه. وتميزت هذه الثورة بالتحول من نوع من المجتمع يسمى الرأسمالي أو البرجوازي إلى نوع مجتمع آخر يسمى “الإداري”. وكان يتوقع أن يكون التحول قصيرًا مقارنة بالتحول الذي حدث من المجتمع الإقطاعي إلى الرأسمالي، والذي بدأ تقريبًا منذ الحرب العالمية الأولى، وكان يتوقع أن يسود بشكل كبير في غضون الخمسين عامًا التالية من تلك الحقبة. وفي ختام التحول سوف يصبح المديرون هم الطبقة الاجتماعية الحاكمة في المجتمع. وقد شعر أن الانقياد نحو الهيمنة كان عالمي الانتشار، وكان في ذلك الوقت (1941م) قد تطور بشكل واسع في كل الأمم. وهذه النظرية تختلف عن النظريتين الأخيرتين الشهيرتين لبيرنهام: دوام الرأسمالية ونظرية ثورة البروليتاريا.

تجادل النظرية السابقة في أن الرأسمالية ستبقى الشكل المهيمن للمنظمة الاجتماعية، وأن أدوات الإنتاج ستصبح في أيدي الرأسماليين. ودحض بيرنهام ذلك بتوضيحه ضعف الرأسمالية، وختم بقوله: إن النظام لا يمكن أن يدوم. وقد لخصت النظرية مواطن الضعف هذه كالتالي:

  1. إن استمرار البطالة على مر التاريخ أمر ينبئ بمنظمة اجتماعية معينة آيلة للزوال.
  2. تكرار فترات الازدهار والكساد، حيث إن كل فترة تليها تكون أقل من سابقتها.
  3. حجم الدين العام والذي بلغ حدًا تصعب السيطرة عليه.
  4. نقصان التحويلات النقدية الحرة.
  5. حدوث الكساد الزراعي الدائم منذ الحرب العالمية الثانية.
  6. “عدم تشغيل الأموال الخاصة”: حقيقة أن الرأسمالية لم تعد قادرة على إيجاد فرص استخدام لرأس المال المتاح، والذي يبقى معطلا في البنوك.
  7. عجز الأمم الرأسمالية عن إدارة استغلال ثروات الأمم المتخلفة.
  8. عجز الأمة عن الاستفادة من إمكاناتها التقنية (مثل وجود طلب للإسكان مع توافر الوسائل التقنية، لكن بالرغم من ذلك لم تشيد مساكن كافية).
  9. عقم الأيديولوجيات البرجوازية لتكون القوة التي تربط النسيج الاجتماعي بعضه مع بعضه الآخر.

ودحض بيرنهام أيضًا في أسلوب نقدي مساوئ النظرية القائلة بأن المجتمع الرأسمالي سيحل محله المجتمع الاشتراكي. وقد اتفق مع مبررات ماركس للتنبؤ بزوال الرأسمالية، ولكنه لم يتفق معه على أن الاشتراكية هي البديل الأوحد. وهو يحاول برهنة الافتراض القائل بأن إلغاء حقوق الملكية الرأسمالية الخاصة في أدوات الإنتاج هي ظروف كافية وضمان لترسيخ الاشتراكية أي أن المجتمع يكون خاليًا من الطبقات وديمقراطيًا وعالميًا بشكل تام. واستشهد بروسيا كدليل على ذلك. وقد تم إقصاء الرأسماليين من المجتمع الروسي ولم يعودوا. وعلى الرغم من ذلك، فقد نشأ تطابق بين خطوط الاقتصاد الرأسمالي والاشتراكي إلى درجة أصبح فيها الاقتصاد الاشتراكي مساويًا للاقتصاد الرأسمالي أو يفوقه في حدته في الأمم الرأسمالية. وتم التخلص من الأعداد الكبيرة من العاملين ومن أية فرصة للتحكم في أدوات الإنتاج.

إذن ما هي أوضاع هذه الثورة “الإدارية”؟ تقول النظرية: إن هناك توجهًا حادثًا للهيمنة الاجتماعية من قبل طبقة من “المديرين”، وهذه الهيمنة يمكن تحقيقها بوصفها تحكمًا في أدوات تحول الإنتاج للدولة. وبرغم عدم تمتعهم بحقوق ملكية هذه الأدوات، لكنهم سيكونون قادرين على أن يحصلوا على أفضلية في توزيع المنتجات من خلال تحكمهم في الدولة، والذي تكون فيه ملكية الإنتاج مخولة لهم. إن تحكم الدولة من قبل المديرين سيكون مضمونًا من قبل المؤسسات السياسية الملائمة، مثل الطرق التي تكون فيها هيمنة البرجوازيين مفترضة من قبل مؤسسات سياسية برجوازية. يقول بيرنهام: إن الأيدلوجيات التي تدعم ذلك لم تنفع، لكن تم تقريبها في زمنه من خلال أفكار كانت توجد في اللينينية، والستالينية، والفاشية، والنازية، وعملية التعامل الجديدة.

وقد تكَوَّن رأي من خلال الفترة التي كتب فيها ومن خلال الجَيَشان الذي حدث في العالم في ذلك الوقت، إذ لم يكن من العسير أن نفهم من أين جاءت أفكار بيرنهام. لكن عندما ننظر إليه من وجهة النظر في الحاضر، فمن الممكن إنكار كثير مما قدمه في كتاب الثورة الإدارية. وقد سمع مديحه للرأسمالية مرارًا من قبل اليسار، لكن النظام استمر في إظهار مرونة متواصلة. وهكذا، فليس من الممكن تقييم نظريته في ضوء زوال الرأسمالية. لكن في داخل البنية الرأسمالية (وكذلك الاشتراكية)، يمكننا أن نرى سطوة المدير، ويمكن التحقق من أن دوره أصبح في وقتنا سامياً. ونحن بالتأكيد أمة تدار أمورها من خلال مديرين من نوع معين أو آخر. وعلينا أن نحمد الله على ثقافتنا المعاصرة، وصفة مؤسساتنا السياسية، والمستوى المعيشي الذي نتمتع به (أو ربما لا نتمتع به)، لكن الشيء الذي ينقصنا هو مجتمع يكون إما ما قبل رأسمالي أو ما بعد رأسمالي. ويبقى العالم حلبة نضال وصراع بين الاثنين للفوز بالمستقبل.

تم إجراء مقابلة مع بيرنهام في يوم 26 فبراير من عام 1950م لمجلة نيويورك تايمز النقدية، وقد سئل عن “أخطائه” فرد قائلاً: “إن الأخطاء التي اقترفتها كانت في كتاب الثورة الإدارية. لكن الناس الذين أشاروا إلى ذلك لم يكلفوا أنفسهم عناء الإشارة إلى كم من التنبؤات كانت صحيحة. من السهل جدًا تجنب الأخطاء في التنبؤ بألا تقول أي شيء واضح عن أية مشكلة. لكن لا يهمني أن ألعب بأمان، فما يهمني هو أن أكون مهتمًا بالمشكلة والحل، ويمكنني القول: إن روحي المعنوية مرتفعة جدًا”.

مسرد لأهم أعماله:

  1. Burnham, James, A Critical Introduction to Philosophy (Jointly) 1, 1932.  
  2. Burnham, James, The Managerial Revolution: What is Happening in the World, New York: The John Day Company, Inc.1941, 1942 Revised Ed.1.
  3. Burnham, James, The Machiavellians: Defenders of Freedom, 1943.
  4. Burnham, James, The Struggle for the World (Jointly) 1947.
  5. Burnham, James, The Case for DeGaulle ,1948.
  6. Burnham, James, The Coming Defeat of Communism, 1950.
  7. Burnham, James, Containment or Liberation, 1953.
  8. Burnham, James. The Web of Subversion, 1954.
  9. Burnham, James, Congress and the American Tradition, 1959.
  10. Burnham, James, Suicide of the West, 1964.
  11. Burnham, James, The War we are in, 1967.

المصدر:

د. إبراهيم علي ملحم (2008)، علماء الإدارة وروادها في العالم: سير ذاتية وإسهامات علمية وعملية، (القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية).

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »