كي، في أو جينير

سيرته الذاتية:

عاش كي، في أو جينير في الفترة من 1908- 1963م ونال قدرًا كبيرًا من تعليمه في تكساس. والتحق بكلية ماكموري في ابلين. ثم التحق بعد ذلك بجامعة تكساس وحصل على البكالوريوس في الآداب عام 1929م، ودرجة الماجستير من الجامعة نفسها عام 1930م. وأنجز أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في جامعة شيكاغو. وقد كتب في جامعة شيكاغو أطروحته تحت إشراف تشارلز مريام، وهناك تعرف بهارولد باسويل.

وبعد عمله بالتدريس لوقت قصير في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس، انتقل كي إلى واشنطون عام 1936م. وعمل أولاً مع مجلس بحوث العلوم الاجتماعية ثم عمل عضو هيئة تدريس في مجلس تخطيط الموارد القومية المثير للجدل. وانضم في عام 1938م إلى جامعة جون هوبكنز. وأعادته الحرب العالمية الثانية إلى واشنطون، حيث خدم لعدة سنوات في مكتب ميزانية الولايات المتحدة. ووفرت له هذه الخبرة قيمة إضافية لتدريبه الأكاديمي، من خلال إتاحة الفرصة له لمواكبة عمليات صنع القرار على المستوى القومي بشكل استثنائي.

وبعد فترة قصيرة من انتهاء الحرب العالمية الثانية، تولى كي عملية توجيه البحث لدراسة مهمة للعملية الانتخابية في الجنوب. وبعد ذلك قبل فرصة لتعيينه في جامعة يل، ليشغل منصب ألفريد كاوليز بروفيسورًا في الحكومة، ورئيسًا لشعبة العلوم السياسية. وحيث إنه فضل مجال البحوث في الإدارة، انتقل في عام 1951م إلى جامعة هارفارد، حيث شغل منصب أستاذية كوناثان ترومبل للتاريخ الأمريكي والحكومة. وانتخب في عام 1958م رئيسًا للجمعية الأمريكية للعلوم السياسية.

وعلى الرغم من اعتلال صحته بشكل خطير، قرر العمل في تحليل نتائج المسح التي تجمعت خلال الفترة من 1936- 1960م، وذلك من أجل كشف الغطاء عن الطبيعة الواسعة للقرار الانتخابي. وكان حين موته قد أكمل – تقريبًا – الدراسة. ولم ينشر آخر أعماله: المنتخب المسئول The Responsible Electorate إلا في عام 1966م، بعد ثلاثة أعوام من موته.

مساهماته وتأثيره:

لعب كي دورًا مهمًا في تطوير منهج سلوكي أو تجريبي في مجال العلوم السياسية الأمريكية. وعكست كتاباته إسهاماته من بحوثه وتحليلاته للعديد من المفاهيم في هذا المجال. لقد كانت كلية شيكاغو للعلوم السياسية – حيث درس – متنوعة في اهتماماتها، ولكنها منسجمة في هدفها لاستكشاف طرق حديثة لدراسة السلوك الإداري والسياسي. وانعكس هذا التأثير المبكر عليه في عمله. لقد كان القسم رائدًا في استخدام الإحصائيات واستخدام الطرق الميدانية، ودراسة دور السيكولوجيا في السياسة، ودراسة السلطة وعلاقات السلطة. وفي هذه البيئة كتب كي أطروحته: الأساليب الفنية للكسب السياسي غير المشروع في الولايات المتحدة The Techniques of Political Graft in the United States. وعالج فيها أساليب الكسب غير المشروع ليس لكونها مشكلة قانونية أو أخلاقية، لكن بوصفها أحد الأشكال العديدة من السيطرة والنفوذ الاجتماعي.

اعتبر كتاب كي “السياسة والأحزاب وجماعات الضغط” Politics, Parties and Pressure Group, 1942. والذي نشر عام 1942م الرائد والذي يبين اهتمامه الأساسي بعملية الحكم. وقدم الكتاب تحليلاً واسعًا للوظائف من عناصر مختلفة في العملية السياسية، وناقش دور القوة والعنف. وقادت دراسته المهمة عن العملية الانتخابية في الجنوب إلى إصدار كتاب عام 1949م: السياسة الجنوبية في الولاية والأمة Southern Politics in State and Nation,1949.. ولقد لقي الترحيب ككتاب كلاسيكي، وكذلك كنذير بقرب حلول حقبة جديدة في كتابة العلوم السياسية. وحصل هذا الكتاب على جائزة مؤسسة وودرو ويلسون لعام 1949م.

وأجرى كي لهذا الكتاب تحليلاً وبحثًا مكثفاً، مبينًا أن النموذج الأساسي في العديد من الانتخابات الأولية كان واحدًا من أشكال الخلاف بين المقاطعات التي تتمتع بنسبة عالية من السود غير المنتخبين، وبين المقاطعات ذات نسبة السود قليلة العدد. إن قضية السباق اتسمت بإغراء قوي بصورة أزيد في المقاطعات الأولى مقارنة بالأخيرة. وتميز كتاب: إحصائيات تمهيدية للعلماء السياسيين والذي نشر عام 1949م A Primer of Statistics for Political Scientists, 1954، كدليل أساسي بالنسبة للإحصائيات، جامعا المقدمة العامة للإحصائيات مع تقديم نصيحة حادة في استراتيجية البحث. وناقش كي في مقالته “الافتقار إلى نظرية تتعلق بالميزانية”، وضع الميزانية العامة، والاهتمام بحصة الإنفاق، وتفضيل القيمة لتحديد الحصص، والضغوط الجماعية في تحديد الحصص.

قام أوليفر جاريسو بجمع إسهامات كي في مجال العلوم السياسية، وأوضح أنه من الممكن أنها:

  • تتعامل مع المتغيرات المعقدة.
  • تستخدم طرقًا تحليلية معقدة.
  • تستخدم بحوثًا تجريبية في مجال العلوم السياسية.
  • تربط الديموقراطية الدستورية مع الجمع الحذر للبيانات الجديدة الموثوق بها.
  • توحد البحث الميداني الانطباعي مع الكمي.
  • تطبق بشكل حر التبصر والخيال الذي يمثل الجانب المهم للعلم الإنتاجي.

لقد ألهمت أعمال كي – التي كانت بشكل رئيس نتاجًا للدراسة والبحث المكثف كتابًا آخرين لاستخدام البحث التجريبي في مجال العلوم السياسية. كما ألهم كتابه “السياسة الجنوبية في الولاية والأمة” عددًًا من الدراسات الإقليمية اللاحقة. إن اهتمامه المطلق لإيجاد حلقات وصل بين الرأي العام وبين تشغيل النظام حفز وأثر في كتاب آخرين في الاتجاه نفسه.

لكنه كان يعتبر في العديد من الأوجه ملهمًا سابقًا لزمنه. واستقبل عمله باحترام كبير، وخلق اتجاهات جديدة بالنسبة لمجال العلوم السياسية. إن تأكيده الأساسي في جمع الأساليب الفنية التجريبية مع الاهتمام بالأسئلة المهمة للسياسة يعتبر بطريقة ما ذا صبغة عالمية في فترة موته. ونظرًا لتعقيد النظام السياسي، فقد وجد العديد من العلماء السياسيين الذي شاركوه ميوله التجريبية أنه من السهل أن يقوموا بدراسات مجهرية للناخب الفرد، بدلاً من حل الارتباطات بين الناخبين والنظام السياسي. ومنذ موت كي وخلال السنوات الحالية، شهدنا الكثير من الاهتمام لإقامة هذه الروابط.

مسرد لأهم أعماله:

  1. Key, V. O Jr., The Techniques of Political Graft in the United States, 1936.
  2. Key, V. O Jr., The Administration of Federal Grants to States. Chicago: Public Administration Service, 1937.
  3. Key, V. O Jr., The Initiative and the Referendum in California, 1959.
  4. Key, V. O Jr., The Lack of a Budgetary Theory, American Political Science Review, Vol. 43, December, 1940.
  5. Key, V. O Jr., Politics, Parties, and Pressure Groups, 1942.
  6. Key, V. O Jr., The Veterans and the House of Representatives: A Study of a Pressure Group and Electoral Mortality, 1942.
  7. Key, V. O Jr., Legislative Control, 1946.
  8. Key, V. O Jr., Southern Politics in State and Nation, 1949.
  9. Key, V. O Jr., A Primer of Statistics for Political Scientists, 1954.
  10. Key, V. O Jr., The Erosion of Sectionalism, 1955.
  11. Key, V. O Jr., A Theory of Critical Elections, 1955.
  12. Key, V. O Jr., American State Politics: An Introduction, 1956.
  13. Key, V. O Jr., The State of the Discipline, 1958.
  14. Key, V. O Jr., Secular Realignment and the Party System, 1959.
  15. Key, V. O Jr., The Politically Relevant in Surveys, 1960.
  16. Key, V. O Jr., Public Opinion and American Democracy, New York: Alferd A. Knopf, 1961.
  17. Key, V. O Jr., The Responsible Electorate: Rationality in Presidential Voting, 1936-1960. 1966.

المصدر:

د. إبراهيم علي ملحم (2008)، علماء الإدارة وروادها في العالم: سير ذاتية وإسهامات علمية وعملية، (القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية).

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »