ليكرت، رينسيس

سيرته الذاتية:

ولد ليكرت، رينسيس في مدينة شيان بولاية ويمينج الأمريكية في عام 1903م وتوفى عام 1981م، وحصل على البكالوريوس في الفنون من جامعة ميتشيجان عام 1926م. ودرجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1932م من جامعة كولومبيا في نيويورك. يعتبر ليكرت مثقفًا وعالمًا أمريكيًا في علم النفس التنظيمي وهو معروف ببحوثه في الأساليب الإدارية، وسلم ليكرت لقياس المواقف والذي يستخدم كثيرًا في البحوث الاجتماعية، له عدة كتب تدرس في كليات إدارة الأعمال في أعرق الجامعات وبحوث منشورة في السلوك الإداري والتنظيمي، والتنظيم الإداري والموارد البشرية. من مؤلفاته: كتاب Human Organization: its Management and Value, 1967. وكتاب. New Patterns of Management, 1961 .

مساهماته وتأثيره:

أثرت فلسفة وكتابات ليكرت على الفكر في مجالات العلوم السياسية والسيكولوجيا والاقتصاد والإدارة بشكل واضح. واستفادت شركة هاروود من خبرته التي يتمتع بها، وذلك لتأثيره في هذه الصناعات، فقد استعانت به ليحلل ويقوم بتغيير عملياتها، حين كانت الشركة قد اشترت شركة ويلدون الصناعية، والتي كانت تدار من قبل إدارة فردية. وطلب من ليكرت العمل على تقليل الضغوط التنظيمية فيها. فقام ليكرت بتصنيف شركة ويلدون وفق مقياسه، وأطلق برنامج لتدريب الحساسية لإذابة الميول السلطوية والمثيرة للارتياب من قبل الإدارة. ونتيجة لذلك استقال المدير التنفيذي لشركة ويلدون، وأصبحت الشركة قابلة للنمو بدرجة كبيرة. ونظرًا للشهرة التي يتمتع بها ليكرت استطاع أن يطور خدماته التي كان عليها طلب كبير.

وقد صرح ليكرت قائلاً: يهدف التطور التنظيمي إلى تغيير السلوك الجوهري وفلسفة المنظمات من خلال تدريب الحساسية بالنسبة للمديرين، وزيادة مشاركة العاملين وإبطال مركزية البنية التنظيمية. والهدف المثالي هو منظمة مشاركة بشكل صرف، يشعر كل أعضائها بالرضا، ويتمتعون بحوافز عالية، ويتمتعون بشخصياتهم الفردية. وترتبط المجموعة بالمنظمة من خلال هدف مشترك.

وناقش ليكرت هذه النقطة بتفصيل أكثر، وقال: إن العلاقة بين الإنتاج والمعنويات لا تكون دقيقة كما نفترض دائمًا. ويجب أن يعتبر الحفاظ على الموارد البشرية عنصرًا جوهريًا في كسب الفعالية التنظيمية. وقد نتج عن الإدارة العلمية إنتاجية عالية، لكن ضعفها الخطير يكمن في إثارة الاستياء والحقد والميول المناوئة وردود الفعل السلبية. فالناس يكونون أقل استعدادًًا لقبول الضغط، فالمراقبة اللصيقة على الدوام كانت – سابقًا – هي السبب في ردود الفعل السلبية وأقترح ليكرت – أيضًا – نظرية معدلة للتنظيم والإدارة، والتي تستفيد من الفوائد الكبيرة لنتائج البحث في مجال العلاقات الإنسانية من خلال مراعاة الآتي:

  1. تميز وعظم القوى التحفيزية الهائلة التي تضبط السلوك الإنساني في ظروف العمل.
  2. الطريقة التي يمكن لهذه القوى الاستعانة بها بحيث تعمل على التعزيز بدلاً من خلق المشكلات بين بعضها.

وأكد ليكرت على أن تحديد المسئولية بصرامة وبالتفصيل يقود إلى وضع جدار فاصل بين الوحدات التنظيمية، ويعمل على منع العمل الجماعي، ويعزز الولاء في أقسام المؤسسة التجارية بدلاً من أن تكون المؤسسة كلاً لا يتجزأ، وتجبر عملية الاتصال الرسمية الصارمة بين المديرين والعاملين أن يحتفظ العاملون في ظل هذا النموذج لأنفسهم بأكبر قدر من المعلومات، وبإمكان العامل استخدام هذه المعرفة ليتعاون مع زملائه ومرءوسيه ضد الآخرين لزيادة سلطته ونفوذه. وهذا يؤدي إلى إحداث ضرر بكل المنظمة. وعندما تترك المسئوليات بشكل أكثر عمومية، فإن كل فرد – أو وحدة يميل أكثر للعمل كفريق. وقد طور ليكرت أيضًا فكرة عامل “دبوس الربط” في الإدارة. ودبوس الربط هو شخص تكون وظيفته العمل كقوة التحام بين الأقسام المختلفة من المنظمة. وجزء من عمل دبوس الربط هو أن يكون كحلقة وصل بين المنظمة الرسمية والمجموعات غير الرسمية. بالإضافة إلى ذلك فإن دبوس الربط يمكن أن يقوم بردم الهوة في البناء الرسمي للمنظمة. ويتمتع دبوس الربط بعضوية في كل من الوظائف الرسمية وغير الرسمية. ويحمل الرسائل التي لا يؤمن إرسالها من خلال القنوات العادية بالنسبة للمنظمة. والمنظمة التي تعتمد بشكل كبير على دبوس الربط تساعد على إتاحة فرص نمو العلاقات الشخصية.

وقد طور لكيرت في أوائل الثلاثينيات مقياسًا لقياس المواقف. وسمي باسـم مقياس ليكرت، ويعتبر اليوم المقياس الأكثر استخدامًا في البحث الاجتماعي. وأثبــت أنه أسلوب فني دقيق جدًا، ولا يزال علماء الاجتماع وعلماء النفس يعتمدون على استخدامه.

مسرد لأهم أعماله:

  1. Likert, Rensis, New Patterns of Management, New York, McGraw-Hill, 1961.
  2. Likert, Rensis, The Human Organization, New York, McGraw-Hill, 1967.
  3. Likert, Rensis, New Patterns of Management, New York, McGraw-Hill, 1961.

المصدر:

د. إبراهيم علي ملحم (2008)، علماء الإدارة وروادها في العالم: سير ذاتية وإسهامات علمية وعملية، (القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية).

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »