توفلر، ألفين

سيرته الذاتية:

ولد توفلر، ألفين في مدينة نييورك عام 1928م، وحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة نييورك، وعمل بروفسورًا في جامعة كورنيل الأمريكية وجامعة الدفاع الوطنية، و مستشارًا لشركة AT&T من 1969- 1970م، وعمل توفلر في السابق مراسلاً للواشنطن، وضمن محرري مجلة الفورتشن، ثم مساعدًا لرئيس تحرير مجلة فورشن، وعمل في المؤسسة الأمريكية لتطوير العلم، والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. ثم عمل فيما بعد عالمًا زائرًا في مؤسسة رسيل سيج، وأستاذًا زائرًا في جامعة كورنيل، وعضو هيئة تدريس في الكلية الجديدة للبحوث الاجتماعية. وهو عضو في المعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية. وقضى توفلر خمس سنوات من قبل عاملاً في مصنع للمحركات ومسبك للصلب وورش أخرى في مجال الصناعات الثقيلة.

ونظرًا لأعماله كثيرة التنوع فقد رشح عضوًا في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، ونال جائزة مؤسسة ماكنزي للكتاب لمساهماته المتميزة في الفكر الإداري في الولايات المتحدة الأمريكية، وجائزة المفتاح الذهبي في الصين، والجائزة المتميزة ريكس دو ميلر ليفيغ في فرنسا، وتم تشريفه من قبل الحكومة الفرنسية والتي رشحته كموجه للفنون والآداب. وعمل توفلر في شراكة لصيقة مع زوجته المفكرة هيدي توفلر الحائزة على الدكتوراة الفخرية في القانون والتي منحت ميدالية رئيس الجمهورية الإيطالية نظير إسهاماتها في الفكر الاجتماعي كمفكرة ومستشرفة للمستقبل.

مساهماته:

يعتبر ألفين واحدًا من الكتاب العالميين البارزين الذين حاولوا التعبير عن حياتنا المستقبلية. ويصور د. توفلر المؤلف المشارك لكتاب الحرب ومقاومة الحرب War and Anti-War وواضع مخطط مسودة ظهور اقتصاد القرن الواحد والعشرين، ومقدم نظرية جديدة للحرب – كيف أن التغييرات التي تحدث في العسكرية في يومنا هذا توازي بدقة التغييرات التي تحدث الآن في عالم الأعمال والتجارة تقريبًا.

يصف توفلر مع المؤلفة المساعدة – زوجته هيدي توفلر – كتابهما الأخير بأنه انطلاقة مفاجئة من عملهما السابق الذي يستعرض الأخطار الجديدة التي تواجه أمريكا والعالم في نهاية القرن الواحد والعشرين. يشمل ذلك عشرات الآلاف من الأسلحة النووية التكتيكية في الاتحاد السوفيتي السابق والممزق وما يسمى بحضارة الحرب، وانتشار المنتجات المدنية والتقنيات التي يمكن تحويلها إلى الاستخدام العسكري. ولا يصور توفلر وزوجته في الحرب ومقاومة الحرب التكاثر السريع للأسلحة فحسب، بل يصور التقنيات المتطورة التي تستخدم في صنعها أيضًا.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها توفلر وزوجته جدلاً في مواقع حساسة. ففي عام 1988م عبر هو وزوجته الجدران الحمراء العالية التي تضم مجمع زانغانانهي في بكين لمقابلة زهاو زيانغ، قائد الحزب الشيوعي الصيني، وهو الرجل الذي كان وراء الإصلاحات الاقتصادية المفاجئة، وقد كانت تلك لحظة مهمة بحق. وعندما تم عزل زهاو فيما بعد من قبل المتشددين إبان أحداث ساحة تيان ان مين، فقد ترك ذلك ذكريات عميقة في ذاكرتي توفلر وزوجته. وهكذا حظرت كتبهما الأكثر مبيعًا بما في ذلك الصدمة المستقبلية Future Shock والموجة الثالثة Third Wave في جمهورية الصين الشعبية.

وركزا في كتابهما الأخير من الثلاثية بعنوان انتقال السلطة Power Shift والتي تبدأ بكتاب الصدمة المستقبلية والموجة الثالثة، على الصراع على السلطة وانتقال هذا الصراع إلى التجارة والعمل والسياسة وفي الشئون الدولية كنظام لتكوين الثروة يتعارض في الوقت نفسه مع تكتلات القوة الموجودة في عالم اليوم. واقترحا في فرضيتهما الرئيسة أن القوة انتقلت من اعتمادها التقليدي على العنف والثروة إلى الاعتماد على المعرفة، وخاصة “المعرفة عن المعرفة”. ويقترحان أن هذه النقلة في طبيعة القوة توشك أن تحرك ثورة هائلة في علاقات القوة الحالية في الوقت الذي يتدافع الأفراد والشركات والدول للسيطرة على مصادر المعرفة الحديثة.

وفي خطوة أولى نحو تقنين المعارضة الديموقراطية المنظمة في الاتحاد السوفيتي، التقى توفلر وزوجته بميخاييل غورباتشوف ومفكرين غربيين آخرين مثل آرثر ميلر وجيمس بالدوين لتنظيم منتدى أسيك كول، وهو أول نظام من نوعه مبني على المواطنة غير الشيوعي وغير الحكومي يتم إجازته في البلاد منذ ثورة 1917م. وقد أثمرت جهود توفلر وزوجته وزملاؤهما عن ظهور عنوانين بارزين في صحف البرافدا، و الازفيستيا والليتراتورنايا الرسمية كمرحلة مهمة في تاريخ البروسترويكا.

إن ألفين توفلر كاتب عالمي مشهور، ومؤلف لكتب لها تأثير كبير قرأت في أكثر من خمسين بلدًا، وهو من بين أفضل الكتاب المعاصرين الأمريكيين المعروفين. وفاز كتابه الذي يتناول تسريع التغيير بجائزة بريكس دو ميلر ليفيغ المعتبرة في فرنسا، ولفت انتباه العاملين في البيت الأبيض، وأضاف تعبيرًا جديدًا إلى اللغة الإنجليزية. وقد لفت كتاب الموجة الثالثة – الذي يصف المجتمع الناشئ – انتباه العديد من قادة العالم، مثل ميخاييل غورباتشوف ورؤساء الوزراء اليابانيين المتعاقبين. وبعد حظره في البداية في الصين أصبح بمثابة المرشد بالنسبة للمفكرين في الصين والكتاب الثاني الأكثر مبيعًا بعد كتاب خطب دينغ زياوبينغ.

ويعمل السيد توفلر بشكل لصيق مع مساعدته وشريكته المفكرة زوجته هيدي توفلر. وقدم تحليلهما توضيحًا عن التغييرات التي تطرأ على عالم اليوم، وكذلك في كتب مثل الشركة التكيفية، نظرات عامة ومقدمات منطقية The Adaptive Corporation, Previews& Premises،  وتقرير الفورة الاقتصادية The Eco-Spasm Report. وتقرأ هذه الكتب بشكل كبير من قبل كبار المديرين التنفيذيين. وتدرس ضمن مناهج ومواد كثير من الجامعات في العالم، بأقسام الاقتصاد وإدارة الأعمال وعلم الاجتماع والأدب والفلسفة.

يعتبر توفلر واحدًا من أفضل المفكرين في علم الاجتماع. وقد نقدت مجموعة من أفكاره من قبل القادة العالميين بدءًا من ريتشارد نيكسون إلى ميخاييل غورباتشوف، وأثرت بشكل مهم على الفكر المعاصر.

مسرد بأهم أعماله:

  1. Toffler, Alvin. Future Shock, Bantman Books, NY, 1970.
  2. Toffler, Alvin. The Third Wave, Bantman Books, NY, 1980.
  3. Toffler, Alvin. Adaptive Corporation, Bantman Books, 1985.
  4. Toffler, Alvin. Power Shift: Knowledge, Wealth, and Violence at the Edge of the 21st Century, Bantman Books, 1990.
  5. Toffler, Alvin. Creating a New Civilization: the Politics of the Third Wave, Warner Books, 1995.
  6. Toffler, Alvin. War and Anti-war: Survival at the Dawn of the 21st Century, Warner Books, 1993.

المصدر:

د. إبراهيم علي ملحم (2008)، علماء الإدارة وروادها في العالم: سير ذاتية وإسهامات علمية وعملية، (القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية).

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »