سيرته الذاتية:
ولد فيدلر، فرد في فيينا بالنمسا في عام 1922م، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الفلسفة في علم النفس من جامعة شيكاغو. بدأ تخصصه المهني عالماً في جامعة في إدارة المحاربين القدامى، وقد عمل لفترة قصيرة مساعد باحث ومعل شيكاغو. وانتقل من هناك إلى جامعة إلينوي باربانا، حيث عمل في الفترة من 1953-1969م بروفيسوراً ومديراً لمختبر بحوث فعالية الجماعة. وانتقل في عام 1969م إلى جامعة واشنطن ليعمل بروفيسوراً لعلم النفس، والإدارة والتنظيم. وقد عمل مستشاراً لعدد من المؤسسات بما في ذلك إدارة المحاربين القدامى ومعهد والتر ريد العسكري للبحث.
مساهماته:
يرتبط اسم فيدلر أكثر ما يرتبط بنظرية الاحتمال الطارئ. وقد بدأ عمله في هذا المجال في عام 1951م، في برنامج لستة أعوام خصص لتحديد العوامل النفسية التي تحيط بفعالية المجموعة. وطور فيدلر وزملاؤه أجهزة لقياس إدراك العالقات بين أعضاء افترض تشابه كبير المجموعة، فقد افترض تشابه في الدرجات المعاكسة. ويميل القادة الذين لديهم في الدرجات المعاكسة لأن يكونوا متفاهمين نفسيًا، ومهتمين بالعالقات الشخصية التي تربطهم في المجموعة، أما القادة الذين لديهم تشابه قليل في الدرجات المعاكسة فيميلون ألن يكونوا بعيدين نفسيًا عن بعضهم البعض وملائمين للعمل بشكل أكبر. ثم الحظوا إنتاجية في المجموعات التي يكون فيها القادة مصنفين بأن لهم درجات معاكسة عالية أو درجات معاكسة منخفضة. ونشرت نتائج البحث في أول كتاب مهم لفيدلر: اتجاهات القائد وفعالية المجموعةLeader Attitudes and Group Effectiveness، وكانت أهم النتائج هي:
- يجب أن يكون القادة مقبولين بالنسبة لتابعيهم.
- يجب على القادة الاحتفاظ بدرجة معينة من التباعد النفسي عن مرؤوسيهم.
واستمر فيدلر وزملاؤه خلال الثمانية أعوام التالية في تنقيح عملهم وطوروا في نهاية الأمر ما أصبح يعرف بنموذج القيادة الموقفية Contingency Model of Leadership. ووفقًا لنظرية فيدلر فإن هناك ثلاثة عناصر تحدد نموذج القائد الملائم في المجموعة:
- موقع السلطة للقائد.
- طبيعة تركيب العمل.
- العلاقات الشخصية للقائد والأعضاء.
ويحدد ترتيب هذه العناصر في أية مجموعة “أفضلية” تكون الحالة بالنسبة للقائد، للنظرية ويحدد – أيضاً – نوع القيادة المناسبة بالنسبة للمجموعة. وقدم فيدلر شرحاً كاملاً في كتابه المهم الثاني: نظرية فعالية القيادة A Theory of Leadership Effectiveness وقد أوضح بشكل خاص أن القائد المهتم بالعمل يؤدي بشكل أفضل في المجموعة التي يكون له تأثير كبير فيها، وكذلك في الحالات التي ال يكون له تأثير ونفوذ على أعضاء المجموعة. ويميل القادة المهتمون بالعلاقات للأداء بشكل أفضل في مواقف متنوعة، حيث يكون لديهم نفوذ معتدل على المجموعة. وقد حاول فيدلر باستخدامه عناصر علاقات القائد – الأعضاء، والقائد المهتم بالعمل وسلطة المنصب – تطوير تصنيف يمكنه تجميع حالات المجموعة المبنية على نموذج القيادة الذي يمكن أن يتحقق النجاح من خلاله.
وخلال دراسته لما يتضمنه هذا البحث فقد قام فيدلر بدراسة قيمة تدريب الحساسية والمجموعات التي تعزز القيادة المهتمة بالعلاقات. واقترح قضاء وقت أقل لمحاولة تغيير نموذج القيادة، وتوجيه مزيد من الجهد نحو اختيار القائد الملائم للعمل، أو نحو تعديل الوضع حتى يناسب القائد.
إن عمل فيدلر: التحكم الإداري والديموقراطية التنظيمية Managerial Control and Organizational Democracy هو عبارة عن عملية جمع للوثائق التي قدمت في مؤتمر الناتو “التنسيق والتحكم في المجموعة والأداء التنظيمي”. ويدرس الكتاب البحث في أنظمة ديمقراطية أحدث الإدارة وقيادة مجموعات العمل. وعنونت مقالة فيدلر في الكتاب “التحكم الوضعي ونظرية ديناميكية للقيادة”. وهي تجسد وتعكس الكثير من المفاهيم لمنهج الأنظمة. وقد صرح بأنه ينبغي على القادة أن يتعلموا تشخيص وتعديل حالات العمل من أجل الحفاظ على ملاءمة أفضل بين نموذج القيادة وبين الحالات في بيئة تنظيمية متغيرة باستمرار.
التأثير:
ظلت مسألة القيادة موضوعاً بارزاً في الإدارة العامة. ونحن نفترض أن صحة على القيادة. وبدء الاقتصاد ونجاح المنظمات وبقاء المؤسسات أمور تعتمد ا من كتابات بالتو، ومرو ًرا بنيكولو ماكفيلي إلى العصور الحديثة كانت هناك محاولات عديدة في وصف القيادة وتطويرها والتنبؤ بما يمكن أن تكون عليه. وخلال الفترة الكلاسيكية للإدارة العامة هيمن “أسلوب السمات” على التفكير، مثل أنه البد للقادة أن يكونوا ذكو ًرا وطويلي القامة، ويتمتعون بملكة الكلام …إلخ. وركزت بعض الأعمال على تصنيف وظائف القادة في داخل المنظمات. وركز كل من لوين ليبيت ووايت في عام 1939م على نماذج لقيادة أوتوقراطية وديموقراطية، ونموذج عدم التدخل إلا في حالة الضرورة، وتأثير هذه النماذج على سلوك المجموعة. وتبع عمل فيدلر هذه الدراسة البارزة، وكان جزءاً من التركيز الإجمالي على المفاهيم السلوكية والتفاعلية للقيادة. وبطريقة مماثلة كانت نظريته للاحتمال جزءً من حركة ضخمة في العلوم الاجتماعية بعيدة عن الأرثوذكسية التقليدية إلى منهج “وضعي” إلى تصميم وإدارة المنظمة.
حاز عمل فيدلر على نظرة إيجابية بشكل عام. فقد أعد ستروب وجارسيا في عام بأن النموذج كان “قوياً إلى حد بعيد” في 1980م تحليلاً شاملاً من 33 دراسة، وختم قائلاً التنبؤ بأداء المجموعة. وكان أهم نقد للنموذج يتمثل في الآتي:
- إنه يركز فقط على ثالثة عوامل في المجموعة وأغفل بعض العوامل الوضعية، مثل الذكاء… إلخ، والتي قد يكون لها قيمة تنبؤية أيضاً
- إن تصنيفات الأوضاع مفضلة أو غير مفضلة تكون موضوعية بشكل متكرر، ولكنها تكون استبدادية، وهذا النقد لم يكن رفضاً للنموذج، بل هو تعبير عن احتياج النموذج لمزيد من التهذيب.
ونظرة سريعة لنصوص الإدارة تكشف أن الكثيرين ذكروا نموذج الاحتمال بشكل مختصر. والكتب التي تركز على القيادة تنظر إلى النموذج على أنه من الدراسات والنماذج الحالية المهمة لدراسة القيادة في المنظمات.
ما ورد من اقتباس عن القيادة: “ربما تكون هناك قلة موهوبة بإمكانهم أن يكونوا فعالين في أي موضع قيادة، وقلة من تعساء الحظ من يجدون صعوبة في توجيه فتاة كشافة جائعة للعثور على محل لشطائر النقانق”.
مسرد لأهم أعماله:
- Fielder, Fred E., “Leader Attitudes and Group Effectiveness”. (Westport, Conn.: Greenwood Press, Publishers, 1981), P. 1.
- Fielder, Fred E., “A Theory of Leadership Effectiveness”. (New York: McGraw-Hill Book Company, 1967), P. 15.
- Fielder, Fred E., “Style or Circumstances: The Leadership Enigma” in “Classes of Organizational Behavior”, Walter Natemeyer. (Oak Park, 111: Moore Publishing Company, Inc,1978), P. 213.
- Fielder, Fred E., “Managerial Control and Organizational Democracy”, (Washington, D.C.: V.H. Winston, 1976).