سيرته الذاتية:
يعتبر كروزيه، ميشيل، فرنسي المولد والنشأة عالم اجتماع ذا نظرة علمية متفحصة للمنظمات وعمليات التنظيم الإداري، وذلك من خلال خبرته العلمية في المنظمات الفرنسية التي ساهم فيها، بالإضافة إلى الفترات العديدة التي قضاها في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أعطته نظرة شاملة عن مجتمعه. شغل كروزيه منصب مدير مركز علم اجتماع المنظمات في باريس، تحت مظلة المركز القومي للبحوث العلمية CNRS، وله سجل حافل في مجال البحوث في فرنسا. ويغطي ذلك مجالاً واسعاً من المشكلات التنظيمية والإدارية والاجتماعية، لكن مع تركيز في الدراسات في مجال الإدارة العامة والصناعات المملوكة للدولة. لكن تدريبه المبكر في مجال علم الاجتماع كان في الولايات المتحدة، فقد قضى فترات عديدة الحقة في جامعتي ستانفورد وهارفارد.
وعلى الرغم من أن نظرة كروزيه تمتاز بتفردها في البحث في فرنسا، فإنها تتعلق بالبيروقراطيات في كل مكان. فهو لا ينظر إليها كنظم عقلانية متناغمة كلياً، بل كنظم يجد فيها الأفراد والجماعات مساحة للمناورات بالرغم من كل الجهود المبذولة للسيطرة عليها. وهناك تفاعل متواصل بين النظام واللاعبين الرئيسين في النظام.
مساهماته:
كروزيه، ميشيل عالم اجتماع فرنسي، ومنظر في مجال المنظمات، ومؤلف كتاب: الظاهرة البيروقراطية 1964 ,Phenomenon Bureaucratic The، الذي نشر في عام 1964م. عمل بروفيسوراً زائراً في مجال علم الاجتماع والإدارة العامة في جامعة هارفارد. أما كتاب الظاهرة البيروقراطية فإنه يستشف الطبيعة الدورية لصنع القانون التي تم اتخاذها مسبقاً البيروقراطي، فقد استحدثت القوانين لتقوية القوانين ضعيفة الكفاءة ولكنها لم تحقق أية استجابة تذكر. وهذه الدورة الذاتية المستمرة يسميها كروزيه “المرض البيروقراطي”. ويمكن وصفها كظل تابع لبيروقراطية فيبر ذات النوعية المثالية. لقد أجرى كروزيه تحقيقين شكال قاعدة البيانات لاستنتاجاته. كان أول نشاط له هو مؤسسة للأعمال الكتابية تابعة للحكومة الفرنسية والتي كانت تضم قرابة 4500 موظف. والثاني كان مصنعاً حكومياً للسجائر، كان يحتكر السوق بشكل كامل. ووجد كروزيه أنه ال يوجد التزام نفسي نحو أي من المنظمتين، وكان بعض العاملين معزولين عن بعضهم الآخر، وحل المديرون الخلافات باستحداث المزيد من القوانين، وفصل المستويات الهرمية للمنظمة، وكان هناك اتصال محدود مباشر بين أعضاء كل من المنظمتين. وبالنسبة للمديرين فقد أزالت القوانين ضرورة إضفاء الصفة الشخصية. وبالنسبة للعاملين فقد فهموا القوانين كوسائل لمنع الإشراف اللصيق، الأمر الذي نتج عنه ما أطلق عليه كروزيه “المؤامرة الصامتة” ضد التغيير التنظيمي. ففي كل مرة يقوم مدير بتطبيق قانون جديد، يعمل على تعزيز قابلية العاملين بأن تكون مبادراتهم أقل تجاه عملهم، والذي خلق بالمقابل ضغوطاً على المديرين لفرض مزيداً من القوانين. وعزا كروزيه هذا المرض المتولد ذاتياً إلى:
- القوانين المجردة التي وضعت لكل وضع محتمل، كالتنظيم المفرط.
- المركزية الزائدة لصنع القرار في قمة المنظمة.
- عزل بعض التسلسلات الهرمية للمنظمة عن بعضها الآخر.
- المجموعات النظيرة Peers Groups التي تشجع على قبول فراغ التواصل.
- صراع السلطة بين الناس والمجموعات لتعريف وتنظيم مناطق مجهولة.
إن أي شخص يكون قادراً على اكتساب السيطرة في المناطق المجهولة يصبح قويًا جدًا في المنظمة.
لقد قدم كروزيه مفهوم المرض البيروقراطي وتأثير الثقافة في النظام والعمليات الداخلية للمنظمة. فعلى سبيل المثال إن تفضيل الفرنسيين للخصوصية والانعزال جعل العاملين في الصفوف الدنيا للمنظمة يقاومون التغيير التنظيمي، حتى لو كانت مثل هذه التغييرات سوف تعود عليهم بالفائدة. وعزا كروزيه ذلك لموقف نفسي أطلق عليه Bon Plaisir ويتلخص في أنه ميل للحصول على مكان في بنية تنظيمية معينة. وتوجد الزمة أدبية لهذه الظاهرة في رواية ألبيرت كاموس: الغريب، حيث يرفض ميرسولت الترقية ألنها لن تحدث تغييراً في حياته بشكل حقيقي. وكتب كروزيه عن اليأس عند المديرين في الاحتكار الصناعي الذي قام بدراسته، حيث قال “إنه يحدث ليس بسبب الخوف فقط، بل أي ًضا بسبب الأمل”. وهذا اليأس يسفه أية رغبة للإنجاز أو الحماس التنظيمي. وذلك أمر يعزوه كروزيه ألنه كان يرى ما وراء ما يمكن أن يكون قد تم إيقافه ظاهريًا كالمبالاة تنظيمية. وبالرغم من أن دراسات كروزيه بنيت على أساس البيروقراطيات الفرنسية، لكن أوصافه كانت قابلة للتطبيق على أية منظمة شبيهة، متى ما كانت السلطة فيها مركزة في القمة، وتعوزها القدرة على تصحيح سلوكها. ويقول كروزيه: إن التأخير التنظيمي يشجع في النهاية على التغيير الثوري المتلاحق. وعندما يأتي في النهاية، يحدث التغيير شاملا.
مسرد لأهم أعماله:
- Crozier, Michel J., the Bureaucratic Phenomenon. University of Chicago Press, Chicago, 1964.
- Crozier, Michel. “Comparing Structure and Comparing Games”. In G. Hofstede and S. Kassim, European Contributions to Organization Theory, Van Gorcum, 1976: reprinted in D.S. Pugh (ed), Organization Theory, Penguin, 1990.
- Crozier, Michel. And Friedberg, E., Actors and Systems, University of Chicago Press, 1980.