كوفمان، هيربرت

سيرته الذاتية:

ولد كوفمان، هيربرت عام 1922م، وكان كاتبًا في مجال الإدارة العامة، وهو جدير بالملاحظة في مجال السلوك التنظيمي بشكل رئيس. وقد وصف بأنه محقق تجريبي بالمقارنة بكونه يعتمد التراكيب الاصطناعية أو باحث في الجانب النظري، فيبدو أن تحقيقاته الشاملة للأبنية التنظيمية والسلوكية أبعدته عن إيمانه بالمبادئ الكونية. وتعتبر أعماله وصفية بشكل متناغم، ونادراً ما تكون توجيهية، وعندما يغامر في الدخول إلى المضامين النظرية لنتائج بحثه، فإنه يقوم بعمل العديد من الإفادات الملطفة عن مداها المحدود أو تطبيقها.

مساهماته:

يمكن النظر إلى مساهماته ورحلته الفكرية بوصفها تشمل مرحلتين، الأولى فترة طويلة من الدراسة التنظيمية وتطوير رؤية فكرية، تبلغ ذروتها في نشره عام 1971م كتاب: حدود التغيير التنظيمي 1971. والثانية تشتمل على ارتباطه بمعهد بروكينج، وفي هذه الفترة كان إنتاجه الرئيس متمثلا في إجراء سلسلة من الدراسات المركزة على المشكلات في المنظمات الحكومية.

وبنيت أعمال كوفمان على منهج بحث في مسألة معدلة أو موسعة. والمرحلة المبدئية التي نوه عنها أعاله بلغت أعلى ذروة لها في عام 1960م مع نشر كتاب كوفمان الذي هلل له بشكل واسع، وكثيراً ما استشهد به بعنوان حارس الغابة: دراسة في السلوك 1960، الإداري والذي ضم مناهج سلوكية وبنائية وسياسية في تحقيقه عن مصلحة الغابات في الواليات المتحدة. واستطاع كوفمان أن يوثق في هذا العمل تغلب مصلحة الغابات في الواليات المتحدة USFS على القوة الطاردة من المركز المتأصلة في نظام ضخم مشتت، من خلال تلقين حراس الغابات شعوراً قويًا بهوية الوكالة والطريقة “المهنية” المنتظمة ناحية عملهم، وبواسطة مناوباتهم المتكررة في مواقع جديدة. وبالرغم من أنهم سلموا بالمشكلات ذات المرونة المنقوصة والإبداع الملازم لطريقة مصلحة الغابات في الولايات المتحدة بوصفه نموذجاً أو منهجاً من البيروقراطية الفاعلة، فهو منهج مطور بشكل شامل أو منهج إداري منجز بشكل جيد.

والفكرة الرئيسة تمت معالجتها بشكل متناغم في هذا العمل وفي أعمال كوفمان الأخرى في هذه المرحلة الأولى، والتي اشتملت على منظمات الولاية والحكومة المحلية ومدينة نيويورك على وجه الخصوص (انظر مسرد الكتب،) وذلك نسبة لزيادة “بروز الإداريين مقارنة بالمشاركين الآخرين في عملية صنع القرار”. ويرى كوفمان أن عملية فصل السلطات تميز بنيتنا السياسية والتي لم تعمم في بنيتنا الإدارية. وقد لاحظ أن العديد من المؤسسات الإدارية المرتبطة بأنشطة تتعلق بوظائف تشريعية وتنفيذية وقضائية كما نحددها في الحلبة السياسية، وحتى للحد الذي يوجد فيه صراع حقيقي بين “الحكام والإداريين” للسيطرة على الحكومة.

وتخلى كوفمان في كتاب “حدود التغيير التنظيمي” عن منهجه النموذجي المبني على الحالة، وبدالً من ذلك حاول إيجاز انطباعاته التي جمعها خلال 25 سنة من “المراقبة التنظيمية”. وقد اعترف أوالً باعتقاده القوي السابق بالمبادئ والقوانين التنظيمية، حيث ذكر -مما يؤسف له- أن آماله وتوقعاته كانت مبتسرة قليلا فبالتحليل نحكم بأن المبادئ قد تبخرت والقوانين قد اختفت. وتحولت الاتفاقيات العلمية –سريعًا- لتكون مجرد وصفات بالنسبة للنجاح الإداري من دون تقديم الكثير من البراهين كدعامة، وتم إظهار بضع منها ليكون متناقضاً ذاتيًا كحد للخلو من المعنى.

تم ذلك عندما بدأت عملية المراقبة باهتمام. وما دام الأدب الكلاسيكي لم يكن يشكل عونًا كبيراً، فالمراقبة – ببساطة – ستكون أمرًا تثقيفيًا، وذلك من أجل ما يجري فعالاً في المنظمات.

أنه كلما راقبت كثيراً، أصبحت مرتبكاً أكثر. وسوف أحاول التعلق بالتعميم فقط من أجل أن يكون ذلك أكثر تشريفًا في نقض العهد أكثر من التقيد بالقاعدة. وقد وجدت أن من المنظمات تخفي عددًا ضخم الصور الشائعة بالنسبة لعددا من الاختلافات. وقد أفسح تناسق النظام المجال للفوضى السياسية الناشئة عن البيروقراطية المتنازع عليها. وقد فشلت النماذج الشكلية في أن تتلاءم مع الواقع. ولكني واصلت المراقبة والرجاء والانتظار.

وتحتوي بقية هذا العمل على ملاحظات قيمة ومتبصرة عن السلوك التنظيمي، لكن فكرته الأساسية تعمل على إبقاء التنوع والتنافر للسلوك التنظيمي، حتى بين المنظمات الناجحة. إن حجته تم توجيهها نحو الكشف عن الفكرة الخاطئة للعديد من التعميمات عن السلوك التنظيمي التي تم قبولها بشكل واسع، بدلاً من وضعه لتعميمات جديدة خاصة به.

وكان أول عمل لكوفمان باعتباره عضًوا قديماً في برنامج بروكينجز للدارسات الحكومية عام 1973م، والمعنون بالتغذية المرتدة الإدارية ,Feedback Administrative ،1973 وكان يمثل بداية لما كان ينظر إليه كمرحلة ثانية في مسيرة كوفمان المهنية. وأدى انتسابه إلى معهد بروكينجز إلى تقديم سلسلة من الدراسات البحثية، ركزت على مشكلة معينة أو قضية في السلوك التنظيمي. وقد أجرى كوفمان في هذه الدراسات تحقيقات تجريبية للسلوك لمنظمات مختارة تتلاءم مع قضية معينة. وتعتبر هذه الدراسات مشوقة وقيمة في حد ذاتها، لكن كل دراسة منها تميل ألن تكون منفردة بدلاً من أن تعمل على بناء رؤية معممة أو شمولية للمنظمات. وبقي كوفمان في هذا الجانب مخلصاً بالنسبة لنتائجه في كتاب قيود التغيير التنظيمي، بينما استمر في الإسهام بشكل فعال من خلال المنهج المبني على الحالة والذي عالجه بشكل جيد.

إن تأثير كوفمان – الشاملة عن السلوك التنظيمي والمبنية على الواقع كان لها أثرها الكبير في هذا المجال. وقد استشهد بأعماله عدد من الكتاب، إلى الحد الذي يعتبر أن عمله يؤسس مصدراً لمادة مهمة للكتَّاب الآخرين وواضعي النظريات في الشئون العامة. وقد صمم عمله أيضاً ليكون ذا قيمة عملية بالنسبة للإداريين من خلال تقديم التبصر في مواضيعه، وأيضاً لتكوين أساليب للتوثيق عن طريق ما ينجزه أو يفشل في إنجازه الإداريون للوصول إلى أهدافهم المبتغاة.

مسرد لأهم أعماله:

1. Kaufman, Herbert, the Forest Ranger: A Study in Administrative Behavior, Johns Hopkins Press, 1960.

2. Kaufman, Herbert, and Sayre, Wallace S., Governing New York City, Russell Sage Foundation, 1960.

3. Kaufman, Herbert, Politics and Policies in Stage and Local Government, Englewood Cliffs, N. J., Prentice Hall, Inc., 1963.

4. Kaufman, Herbert, “Administrative Decentralization and Political Power”, Public Administration Review, January/February, 1969.

5. Kaufman, Herbert, the Limits of Organizational Change, Univ. of Alabama Press, 1971.

6. Kaufman, Herbert, Administrative Feedback, Washington D. C., the Brookings Institution, 1973.

7. Kaufman, Herbert, Are Government Organizations Immortal? Washington D.C., the Brookings Institution, 1976.

8. Kaufman, Herbert, Red Tape, Washington D.C., the Brookings Institution, 1976.

9. Kaufman, Herbert, The Administrative Behavior of Federal Bureau Chiefs, Washington D.C., the Brookings Institution, 1981.

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

القائد والقيادة ونجاح الأعمال

تعد القيادة الأساس في نجاح واستدامة جميع الأعمال المؤسسية الربحية وغير الربحية. القائد الناجح يفوض السلطة وينمي اتخاذ القرارات في الموظفين بشرط أن يكونوا على

تفاصيل »

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »