يمكن أن يضيف التوسع في الاستثمار بالذكاء الاصطناعي نحو 320 مليار دولار للناتج المحلي الإجمالي لدول الخليج وتحديداً الإمارات والسعودية بحلول عام 2030، وفقاً لما يقوله تقرير من شركة زيلا كابيتال.
ويضيف التقرير أن الدول الخليج تمتلك وفرات مالية كبيرة عبر صناديق سيادية تمتلك أصولاً بقيمة تتجاوز 5 تريليونات دولار، أي ما يمثل نحو 38% من الأصول السيادية العالمية.
وتشير حسابات التقرير إلى أن دول الخليج تخصص أكثر من تريليوني دولار للاستثمار في قطاعات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
ويمكن أن يضيف الاستثمار المتتالي في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة نحو 320 مليار دولار للناتج المحلي الإجمالي لدول الخليج وتحديداً الإمارات والسعودية بحلول 2030.
ويكشف التقرير أن الذكاء الاصطناعي أصبح الأداة الجديدة للنفوذ العالمي، وأن السعودية والإمارات تنفذان أكبر إعادة تموضع اقتصادي منذ الطفرة النفطية في السبعينيات، ما سيجعل الذكاء الاصطناعي نفط الخليج الجديد.
الإمارات.. مركز تجاري عالمي للذكاء الاصطناعي
تتبع الإمارات نهجاً تجارياً أكثر انفتاحاً في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، ومؤخراً استثمرت نحو 60.8 مليار دولار لبناء مركز عالمي لتجارة وتصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتأتي خطط الإمارات مدعومة بمشاريع كبرى مثل Stargate وMGX Supercomputing ومنصة G42.
ويقول التقرير إن أبوظبي ودبي تهدفان إلى تحويل الإمارات إلى بوابة الذكاء الاصطناعي للعالم من خلال تصدير الخدمات التقنية والبنية التحتية الذكية.
ويتوقع التقرير أن يضيف الذكاء الاصطناعي 96 مليار دولار للاقتصاد الإماراتي بحلول 2030، أي نحو 14% من الناتج المحلي
ويُظهر استثمار الإمارات الضخم في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي أنها ستُصبح العمود الفقري لتطوير الذكاء الاصطناعي في المنطقة، بحسب التقرير.
ويقول إن تحالف OpenAI يرسخ مكانة الإمارات كشريك رئيسي للنشر التجاري، بينما تُقدم G42 خبرة إقليمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يسهم في خلق منظومة تجارية قوية للذكاء الاصطناعي مُصممة لاختراق السوق العالمية.
السعودية.. تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط
استثمرت السعودية مؤخراً 37.5 مليار دولار، من بينها استثمارات لتطوير البنية التحتية، لتكون مستقلة عبر مشروع HUMAIN في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبحسب التقرير فإن المملكة تركز على نماذج لغوية عربية تستهدف سوقاً يضم أكثر من 400 مليون ناطق بالعربية، ضمن سعيها لترسيخ استقلالها التقني ودعم أهداف رؤية 2030.
ويتوقع التقرير أن يسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة الناتج المحلي للسعودية بنحو 135.2 مليار دولار بحلول عام 2030، أي ما يعادل 12.4% من الاقتصاد الوطني، وهي نسبة تفوق بكثير المتوسط العالمي الذي يبلغ بين 3% و7%.
ويقول التقرير إن الاستثمارات السعودية الإماراتية في الذكاء الاصطناعي من الممكن أن تخلق ثالث أكبر مركز استثماري في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم، ما يتحدى الاحتكار الثنائي بين الولايات المتحدة والصين، ويرسّخ مكانة الخليج كلاعب محوري في تطوير الذكاء الاصطناعي العالمي.
دول الخليج.. قوة تكنولوجية مستقلة في العالم
ولا يمثل التوجه الخليجي نحو الذكاء الاصطناعي فرصة لتنويع الاقتصاد، لكنه يؤكد على إعادة تشكيل موازين القوى العالمية.
ويقول التقرير إن دول الخليج تحاول أن تصبح “سويسرا الذكاء الاصطناعي”، إذ إنها منطقة محايدة ومستقرة جيوسياسياً وتجمع بين الشرق والغرب، بينما يتوافر لديها رأس المال والبنية التحتية في وقت تتصارع فيه القوى الكبرى حول تنظيم الذكاء الاصطناعي.
ويتوقع التقرير أن تسهم استثمارات الذكاء الاصطناعي في خلق 460 ألف وظيفة جديدة في دول الخليج بحلول 2030، مع معدلات نمو سنوي في التوظيف تتراوح بين 20% و34%، ما يعكس انتقالاً من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة والبيانات والتكنولوجيا.
CNN الأقتصادية / 2025


