ثومبسون، جيمس

سيرته الذاتية:

بدأ ثومبسون، جيمس (1919-1973م) تخصصه المهني محارباً قديماً في الجيش بعد الحرب العالمية الثانية، استفاد من فرصة مذكرة تعليم I.G. فحصل على الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة كارولينا الشمالية. وقد استفاد من خبراته في عمله الأول، وذلك عندما أجرى دراسة عن السلوك التنظيمي في القواعد العسكرية. وعمله الأخير كان في كورنيل، وجامعة بتسبيرج وجامعة انديانا وفاندربيلت، واشتهر بمحاولاته في تطوير نظرياته في العلاقة التداخلية لعلم الاجتماع، والإدارة العامة والعلوم السلوكية. ومجال تخصصه وأدبه الذي يركز عليه هو الظاهرة التنظيمية. وبرغم أنه يعتبر كاتباً ماهراً: المنظمات في أثناء العمل، فهو مقل في كتابته ويعرف بشكل رئيس بعمله المهم Organizations in Action.

البروفيسور ثومبسون هو من أوائل علماء الاجتماع الذين انضموا إلى كلية إدارة الأعمال في جامعة (كورنيل)، وبتعيينه شجعت جامعة كورنيل المنهج متعدد التخصصات في دراسة المنظمات. وأسهم في جهود تطبيق بحوث علم الاجتماع في المشكلات التنظيمية العملية. والفكرة الرئيسة لعمله كانت تتمثل في تطوير نظرية عامة للمنظمة مبنية على البحث. إن محاولاته لمزج المجالات الأكاديمية، وكذلك تعزيز الاتصالات مع المجتمع خارج الجامعة، أدت إلى إصدار دورية العلوم الإدارية الفصلية. وكان دور مجلة Quarterly Science Administrative (Q.S.A) هو تشجيع الأكاديميين ليربطوا بحوثهم في حقول تخصصهم مع المشكلات الإدارية ويبينوا للإداري الممارس تطبيقات البحوث الاجتماعية الحديثة.

مساهماته وتأثيره:

كان أهم إسهام بالنسبة لثومبسون هو كتابه الكلاسيكي، المنظمات في أثناء العمل الذي نشر عام 1967م، 1967.Organization in Action,  يعتبر هذا الكتاب حدثاً مهماً في النظرية التنظيمية، وواحداً من أفضل الكتب من نوعه ظهر خلال العقود الأربعة الفائتة.

كان ثومسبون أحد منظري نظرية النظام، فقد سعى لبحث العالقة والهيكلية والاعتماد المتداخل والهدف العام للمنظمات. وكانت الاستراتيجيات التي تستخدم قبل كتابه تعرف المنظمات بأنها أنظمة إما أنها مفتوحة أو مغلقة. وقد ورثت هيكلية النظام المغلق من العلوم الطبيعية. وكان هذا النظام ينظر إلى الهياكل التنظيمية على أنها مستقلة عن القوى الخارجية. ويعرف أيضا بالنظام العقلاني، وهذا النموذج من الأنظمة له إغراؤه لفائدته في التنبؤ بالحالة المستقبلية للنظام. والنظام المفتوح أو النظام الطبيعي يرى أن الهياكل الاجتماعية في حالة تفاعل متواصل مع بيئتها. وبناء على النظرية البيولوجية، فإن هذه الاستراتيجية تعتبر مفيدة في فهم القوى الخارجية التي تعمل حول المنظمة.

وأدرك ثومبسون أن أياً من النظريتين تشكل جهدا للتغلب على الغموض الذي يواجه المنظمات، وهو يعتقد أن أياً منهما تعتبر ضرورية لفهم المنظمات. وكان موقفه واحد ا من الجمع بين مركبات مختلفة. ورأى أن النظم المعقدة كالأنظمة المفتوحة، تكون غير محددة وتواجه بحالة من الغموض، لكنها في الوقت نفسه تعتبر موضوعاً معيارياً للعقلانية، ومن ثم تحتاج التصميم والتأكد. ويعتقد ثومبسون أن المنظمات يجب أن تطور آلية تسمح للأوجه التقنية لتعمل وهي محمية من حالة غموض البيئة. وقد سعى لتحديد هذه السلوكيات التي تتغلب على المشكلات من خلال افتراض 95 مقترحاً. وهذه المحاولات شرح لما يمكن أن تفعله المنظمة عندما تواجه بحالة من الغموض. وقدم أي ضا مقترحات تتعامل مع سلوك الأفراد المرتبطين بالمنظمة. وكل واحد من هذه المقترحات يضيف إلى سابقيه في أسلوب منطقي. وبرغم أنها كلها مدعومة بعدة أمثلة، فقد تركت لمنظري النظم في المستقبل ليقيموا صحتها بشكل تجريبي.

والمفهوم الآخر المهم للعمل هو افتراض ثومبسون أن النظم المعقدة وضعت من أجل تشغيل التكنولوجيا. وهو يعتقد أنه من المستحيل أو من غير العملي بالنسبة للأفراد أن يقوموا بتشغيلها. ويعتقد أنه من أجل مناقشة التكنولوجيا، من الضروري خلق دراسة طوبوغرافية للتكنولوجيا. وقد حدد تكنولوجيا طويلة مترابطة، تشتمل على سلسلة من العناصر المتداخلة والمعتمدة على بعضها البعض، وعلى تكنولوجيا وسيطة يكون فيها ربط العناصر هو الوظيفة الرئيسة للمنظمات. ووصف – أيضا – التكنولوجيا المركزة التي تكون فيها التغذية المرتدة أداة يتم تغييرها وتستخدم في إعادة توجيه عامل التغيير.

من المثير للاهتمام أن نذكر تأليفه لكتاب المنظمات في أثناء العمل، فقد كتب ثومبسون القليل جدا عن هذا الموضوع. وقد وصف الكتاب بأنه “يتحدث عن كل ما أراد قوله عن المنظمات”. وترك نظرية كاملة لتقف كنقطة محورية للانطلاق منها لإجراء دراسات مستقبلية. ومن الصعب جدا أن يتم اختبار عمل وتقييمه بالتفصيل. لكن عمله استطاع رسم استراتيجيتين تحليليتين متباينتين. وهذا هو نموذج عمل ثومبسون، في ربطه للهياكل التنظيمية بنظم علم الاجتماع وإدارة الأعمال، أو الإدارة التطبيقية والنظرية. ويستمر عمل ثومبسون في تقديم فوائده القيمة للباحثين والدارسين لعلم الإدارة والنظريات التنظيمية.

مسرد لأهم أعماله:

  • Thompson, James D. Approaches to Organizational Design. Pittsburgh: Univ. of Pittsburgh Press, 1971
  • Thompson, James D. Disaster, Community Organization and Administrative Process. Pittsburgh: Univ. of Pittsburgh Press, 1960.
  • Thompson, James D. Organizations in Action: The Social Science Bases of Administrative Theory. New York: McGraw Hill, 1967.
  • Thompson, James D. Approaches to Organizational Design. Pittsburgh: Univ. of Pittsburgh Press, 1971
  • Thompson, James D. and Daniel R. Van Houter. The Behavioral Science, an Interpretation. Menlo Park: Addison-Wesley, 1970.
  • Thompson, James D. The Organization of Executive Action, Authority, Power and Wing Integration. Chapel Hill: Institute for Research in Social Science, 1953.
  • Thompson, James D. “On Building an Administrative Science”. Administrative Science Quarterly. (June 1956): 103-111.
  • Thompson, James D. and Frederick L. Bates “Technology, Organization and Administration”. Administrative Science Quarterly, 2, 3 (December 1957): 325-343.
  • Thompson, James D. “Technology, Polity, and Social Development”. Administrative Science Quarterly 19 (March 1974): 6-21.
  • Thompson, James D. “Authority and Power in Identical Organizations”. American Journal of Sociology 3 (November 1956).
  • Thompson, James D. And N. J. Demerath. “Some Experiences with the Group Interview”. Social Forces 31 (1952): 148-154.
  • Thompson, James D. “Societies Frontiers for Organizing Activities”. Public Administration Review (July-August 1973): 327-335.
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »

استراتيجيات لجذب الاستثمارات وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة

في‭ ‬بيئة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية‭ ‬تتسم‭ ‬بالتنافسية‭ ‬والتغير‭ ‬السريع،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الدولية‭ ‬خيارًا‭ ‬تنمويًا،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬الدول‭ ‬على‭

تفاصيل »