فردريكسون، جورج

سيرته الذاتية:

ولد فردريكسون، جورج في توين فولز بولاية إيداهو في 17 يوليو 1934م، وتزوج من ماري ويليامز في 14 مارس 1958م، ورزق منها بتوماس وكرستين ولين وديفيد. وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة بريغهام يونغ عام 1959م، ودرجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس UCLA عام 1961م والدكتوراة من جامعة جنوب كاليفورنيا في عام 1967م ودرجة الشرف من جامعة دونغكوك بكوريا.

عمل مساعد باحث للبحوث الحكومية في جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس أنجلوس 1961-1960م. ومحاضراً في الإدارة العامة بجامعة كاليفورنيا 1964-1962م ومحاضراً، وأستاذً في مادة الحكومة والسياسة بجامعة ماريلاند 1966-1964 ا مساعداً في العلوم السياسية وعضواً بمدرسة ماكسويل في جامعة سيراكوس 1971-1967 في التعليم العالي في النظام المالي والإداري بجامعة كالوراينا الشمالية 1972م، وشغل منصب رئيس برنامج الدراسات العليا في مدرسة الشئون العامة والبيئية بجامعة إنديانا 1972-1974م، وعميدًا بكلية الخدمات الاجتماعية والعامة في جامعة ميسوري كولومبيا 1974-1976م، وأخيراً عمل رئيساً لجامعة شرق واشنطن بشيني بواشنطن.

مساهماته وتأثيره:

ساهم فردريكسون جورج في مجال الإدارة العامة بتقديم العديد من كتبه ومقالاته، إضافة إلى نشاطه في المقالات الصحفية الافتتاحية. وكان جورج وهنري المبرت وفرانك ماريني زملاء دراسة في كلية ماكسويل بجامعة سيراكوس. ويعد هذا من الأمور المهمة لمزاملتهم لدوايت والدو الذي كان راعيًا لمؤتمر مينوبروك في عام 1968م.

كان الغرض من مؤتمر مينوبروك هو ملء “فجوة الجيل” ومخاطبة “الشباب الثائر” إذا جاز لنا استخدام تعبيرات والدو. لم يكن واضحاً بالنسبة لوالدو لماذا كان يوجد عدد قليل من المتخصصين في الإدارة العامة تحت سن 35 في المؤتمر السابق -الأول عن نظرية وتطبيق الإدارة العامة- لكن كان ذلك اهتماماً موجهاً للبحث عن الممارسين الشباب.

ونتيجة لهذا المؤتمر كتب فريدريكسون جورج كتابه “نحو إيجاد إدارة عامة جديدة” الذي كان يعتبر أول إسهام له في مجال الإدارة العامة وربما الوحيد. ويعرف فردريكسون الإدارة العامة بالاستعانة بالإجابات الكلاسيكية “الإدارة المنسقة للخدمات بأكثر الأساليب الاقتصادية والفعالة”. ثم استمر في طرح أن “الإدارة العامة الجديدة” تضيف “العدالة الاجتماعية” للأهداف الكلاسيكية والمنطقية.

تميزت الإدارة العامة “الجديدة” بأنها كانت بمثابة تحول عن أساليب معينة، فقد كان هناك نقص ملاحظ في الاهتمام بالتخطيط والميزانية وبحوث العمليات. كان الاهتمام في مؤتمر مينوبروك منصبًا على الأساليب المتعقلة بالنمو الشخصي والعلاقات الشخصية وديناميكية الجماعة.

وسع فردريكسون في عام 1980م الفصل الخاص به في كتاب ماريني ونشر “الإدارة العامة الجديدة” Administration Public New  والذي اعتبر فصلاً جديراً بالملاحظة وأكثر شمولية في تحديثه، حيث وضح كيف كان حقل دراسة الإدارة العامة وإلى أين يسير. وهذه تعتبر مراجعة حاسمة للمعتقدات التي كانت مهيمنة لوقت طويـل، و “تقاليد الإدارة العامة”، وهي المنشورات الأخرى الوحيدة التي تخاطب هذا الجانب لفرانك ماريني، “نحو الإدارة العامة الجديدة” 1971م، لدوايت والدو، “والإدارة العامة في زمن الاضطرابات” 1971م، “ومراقبة الأحياء السكنية في السبعينيات” لفردريكسون.

ومن الأمور المشوقة استعراض أعمال فردريكسون على مدى العقد المنصرم. إذ لم يكتب أي شيء جديد باستثناء فكرة “العدالة الاجتماعية” والإدارة العامة الجديدة بوصفه محرر ندوة “للعدالة الاجتماعية والإدارة العامة” دورية الإدارة العامة، يناير/فبرايـر 1974م. ويحدد الدكتور فردريكسون مرة أخرى “العدالة الاجتماعية” بكونها “أسلوباً مختزلاً يتحدون النظرية المعاصرة أو التطبيق في حقل الإدارة للإشارة إلى اهتمامات الذين العامة”. وكان آخر عمل له هو “استعادة المدنية في الإدارة العامة” دورية الإدارة العامة، نوفمبر/ديسمبر 1982م، وهي تحول متواضع في تقديم “العدالة الاجتماعية” من مواطن يعمل على تفعيل الأمور المدنية في الحكومة، كأساس للتفكير لإعادة بناء الإحساس بالجماعة.

كتب فردريكسون كتابين آخرين يستحقان أن نوليهما العناية إذا لم يكن لأي سبب آخر، فبسبب إظهار جوهر إسهامه في الإدارة العامة. فكتاب: قياس السلطة، الرأي العام والسياسة: دراسة حالة لمدينة سيراكوس، نيويورك 1973م   Measuring Power، Public Opinion and Policy: a Case Study of Syracuse هو مجموعة من ثلاثة أجزاء تحاول تحليل مفهوم سلطة الجماعة عن طريق حساب عدد المرات التي يعقد فيها الإداري اجتماعات مع المسئولين الفيدراليين في الولاية. ولم يكن هذا من الأعمال المهمة، وكان إسهامه ضئيلا في تطبيق الإدارة العامة.

وقد حكم على كتابه: الإدارة العامة والسياسة العامة 1971م من خلال دورية جويس، يناير 1978م كالآتي:

يفتقر الكتاب للانسجام في صياغته، وأن الفكرة الرئيسة المستوحاة من عنوان الكتاب تبدو في قالب مميز في مقالات قليلة، ويبدو أن بعض المقالات جيدة الصياغة، لكن مستوى الكتاب بشكل عام ليس جيدًا. وأسلوبه غير مفهوم ومليء بلغة غير مفهومة، ويشوبه عدم الإتقان في بعض النواحي، فمثال كثير من المقالات تحتوي على إشارات نصية لأعمال لا تظهر في قائمة المراجع، وكذلك يحتوي على معلومات عن مؤلفات لم تذكر. ومن الصعب تقدير الاستفادة التي يجنيها القارئ من هذا الكتاب.

وباختصار، فإن الحقائق الوحيدة الضرورية التي تذكر عن فردريكسون، جورج أنه كان محرراً سابقاً، وساعد في صياغة مفاهيم فكرة العدالة ا لدورية الإدارة العامة الاجتماعية الجديدة في الإدارة العامة.

الإدارة العامة الجديدة:

لقد بٌذل جهد من قبل مدرسة الإداريين والأكاديميين المتخصصين في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين لإعادة التركيز على الإدارة العامة بعيدًا عن همومها التقليدية نحو الفعالية، والكفاءة، والميزانية والأساليب الفنية الإدارية للاهتمام بعدالة اجتماعية. وتتصف الإدارة العامة الحديثة باهتمامها بالنظرية المعيارية، الفلسفة ومذهب الفعالية. وتعالج القيم، الأخلاقيات والتطوير الشخصي للأعضاء الأفراد في المنظمة. وأسلوبها هو الأخلاق، والاحتياجات الاجتماعية، خصوصاً المشكلات الحضرية والعنف وهما نقطتا التركيز الرئيستان. وقد تم وضع أسس الإدارة العامة الحديثة في سبتمبر عـام 1968م، ورعى دوايت والدو بروفيسور وليام ألبيرت شواتزر في الإنسانيات في جامعة سيراكوس ورئيس تحرير مجلة الإدارة العامة مؤتمًرا للإداريين الشباب للنظر في التوجه الجديد. وأقيم اللقاء في قاعة مينوبروك للمؤتمرات في سيراكوس، من هنا جاءت إشارات عرضية في الأدبيات إلى وجهة نظر مينوبروك. وتم نشر أحداث المؤتمر عام 1971م باسم الإدارة العامة الجديدة: وجهة نظر مينوبروك، والتي ظلت العمل الرئيس في فهم هذه المدرسة من الفكر.

أهميتها:

توازي حركة الإدارة العامة الحديثة حركة العلوم السياسية الحديثة. وقد جاءت بشكل متزامن مع حركة تخليص العلوم السياسية من تركيزها على السلوكية. وقد قاد الحركتين الشباب من المتخصصين في حقل الإدارة العامة الذين كانت لديهم اهتمامات معيارية واسعة من التركيز الفني الحالي السائد والملاحظ في مجالي الحركتين. وقد بلغ كثير من الشباب – الأكبر سناً منهم – مناصب ذات مسئولية عالية في الإدارة العامة، منهم على سبيل المثال فردريكسون جورج، وهو واحد من المشاركين في مينوبروك والذي قدم ملاحظة أثناء المؤتمر مفادها أن الحركة الجديدة كانت “في انحياز مع الخير، أو بمعنى آخر مع الله”، وقد أصبح رئيساً للجمعية الأمريكية للإدارة العامة عام 1977م. كانت الإدارة العامة الحديثة إيذانًا بالإعلان عن الاستقلال عن كل من العلوم السياسية والعلوم الإدارية. وقد أشار المؤيدون للإدارة العامة الحديثة إلى أن العلوم السياسية – فرع دراستها الأم – قد تبرأت منها بشكل عملي. ولم تأت الإدارة العامة في عام 1962م – كفرع لمجال العلوم السياسية – في تقرير اللجنة في العلوم السياسية كفرع دراسي للجمعية الأمريكية للعلوم السياسية. وبحلول عام 1967م اختفت الإدارة العامة كفئة تنظيمية في برنامج اللقاء السنوي للجمعية الأمريكية للعلوم السياسية. وخاطب دوايت والدو في عام 1968م مؤتمر مينوبروك حيث كتب: “إن كثيراً من علماء العلوم السياسية ال ينتسبون إلى الإدارة العامة، وهم غير مكترثين بها أو حتى معادين لها، وقريبًا سوف يتحررون منها”. وصرح بأن حاملي تخصص الإدارة العامة يتمتعون بمواطنة من الدرجة الثانية في العلوم السياسية. إن نسبة %4  فقط من المقالات التي نشرت في خمس من دوريات العلوم السياسية الرئيسة في الفترة 1970-1960 قد تناولت مجال الإدارة العامة. وأشار أيضاً مناصرو الإدارة العامة الحديثة إلى أن حاملي تخصص الإدارة العامة يتلقون رواتب أفضل في أقسام العلوم الإدارية، كما إن المنهج الفني للإحصائيين ومحللي النظم والاقتصاديين، الذي هيمن على العلوم الإدارية منذ ستينيات القرن العشرين – ألقى بظلال من الشك في أذهان عدد كبير من حاملي تخصص الإدارة العامة، ذلك أن كلمة “العامة” في الإدارة العامة قد فقدت في مواقع كلية إدارة الأعمال والإدارة في معظم أقسام العلوم الإدارية. وكلية إدارة الأعمال كانت مهتمة بالربح بشكل نموذجي. والمتخصصون في الإدارة العامة لديهم شعور بالمصلحة العامة، حيث إن الكثيرين يعتقدون أن العلوم الإدارية يمكن استخدامها ألي غرض، بغض النظر عن مدى عدم أخلاقياتها. لذلك فإن الإدارة العامة الحديثة كانت بمثابة إعادة الاعتبار لتقاليد الإدارة العامة التي يربطها المفكرون بكل من العلوم السياسية والعلوم الإدارية. وقد كان هناك أمل في الحصول على الاستقلالية الأكاديمية.

مسرد لأهم أعماله:

  1. Fredrickson, George, and Mars David, Suggested Library in Public Administration, With David Mars.
  2. Fredrickson, George, Power, Public Opinion and Policy in a Metropolitan Community: A Case Study of Syracuse, New York, 1973. Praeger Publishers.
  3. Fredrickson, George, Measuring the Effects of Re-Apportionment in the American States, 1973.
  4. Fredrickson, George, Determinates of Public Policy in the American States: A Model for Synthesis, 1973.
  5. Fredrickson, George, Neighborhood Control in the 1970’s, (Choice, Jan. 1973)
  6. Fredrickson, George., Toward a New Public Administration, the Minnow Brook Perspective, Frank Marini, The Maxwell School, Syracuse Univ. Chandler Publishing, 1971.
  7. Fredrickson, George, New Public Administration, Univ. of Alabama Press, 1980.
  8. Fredrickson, George, The Recovery of Civism in Public Administration, Public Administration Review, November/December 1982.

افتتاحيات وندوات وعضويات له:

  1. Symposium Editor for Public Administration Review, 1974.
  2. Research Editor for Public Administration Review, 1970-1974.
  3. Number of the Editorial Board for Policy Studies Journal, 1974.
  4. Number of the International Editorial Advisory Board for SAGE Public Administration Abstracts, 1974.
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email

أحدث​ المقالات

في زمن تتحول فيه الأفكار إلى ثروات، والعقول إلى سلع يتم تداولها في بورصات خفية… فمن سيكون السيد الجديد لعصر الاقتصاد المعرفي؟

الاقتصاد المعرفي.. حين تصبح العقول هي الثروة الجديدة: نعيش اليوم فيما يعرف بـ «عالم الاقتصاد المعرفي»، عالم تتسارع فيه الخطى وتنقلب فيه الموازين حتى بات

تفاصيل »

النجاة في عالم إداري سريع التغير

في بيئة إدارية تتغير بسرعة غير مسبوقة، لم يعد البقاء مرهوناً بالكفاءة التقليدية وحدها، بل بقدرة المؤسسات وقادتها على التكيف السريع والابتكار المستمر، ويشهد العالم

تفاصيل »

استراتيجيات لجذب الاستثمارات وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة

في‭ ‬بيئة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية‭ ‬تتسم‭ ‬بالتنافسية‭ ‬والتغير‭ ‬السريع،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الدولية‭ ‬خيارًا‭ ‬تنمويًا،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬الدول‭ ‬على‭

تفاصيل »