اختتمت المنظمة العربية للتنمية الإدارية – جامعة الدول العربية، المنتدى العربي الثالث لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في العصر الرقمي”دور التحول الرقمي في تعزيز الشفافية والنزاهة في السياسات العامة”والذي عُقد بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، ومنظمة الشفافية الدولية (الائتلاف العالمي ضد الفساد)، على مدار يومي 22-23 أكتوبر بالقاهرة، وبمشاركة رفيعة المستوى من أصحاب المعالي الوزراء، والمستشارين، والخبراء والمختصين في مجالات الشفافية، القانون، مكافحة الفساد، والتحول الرقمي من 14 دولة عربية.
وأشار سعادة الدكتور/ ناصر الهتلان القحطاني، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، إلى أن المنتدى جاء بهدف استكشاف سُبل الاستفادة من التحول الرقمي كأداة استراتيجية لتعزيز النزاهة في السياسات العامة، من خلال عرض حلول تكنولوجية مبتكرة، ومناقشة تجارب إقليمية ودولية ناجحة، وتبادل أفضل الممارسات في مجال الشفافية والحَوْكمة، بمشاركة صُنّاع القرار، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية. كما يُسلط المنتدى الضوء على دور التكنولوجيا الرقمية في منع الفساد وتقليصه، عرض مبادرات ناجحة في مكافحة الفساد باستخدام التقنيات الحديثة، تعزيز الحوار حول الأطر القانونية والسياساتية المرتبطة بالتحول الرقمي ومكافحة الفساد، ودعم الشراكات بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وكما وجه سعادته الشكر والتقدير للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، ومنظمة الشفافية الدولية على تعاونهم في الإعداد لهذا المنتدى، وللحضور الكريم، آملا أن يكون هذا المنتدى فرصة لتبادل الأفكار والتجارب، متطلعا إلى نتائج وتوصيات عملية.
ناقش المنتدى على مدار أيامه وجلساته عدة محاور من بينها: مستقبل مكافحة الفساد في ظل التحول الرقمي، تقنية البلوك تشين والحوكمة الشفافة، الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في الكشف عن الفساد، الموازنات المفتوحة والمساءلة العامة، التعاقد المفتوح ومراقبة المشتريات، االتحديات الأخلاقية والأمنية في الابتكار الرقمي، حماية البيانات والحق في الوصول إلى المعلومات، والهوية الرقمية والتدفقات المالية غير المشروعة.
وفي ختام المنتدى أكدالمشاركون على ما يلي:
اولاً: أن الفساد يظل أحد أبرز التحديات أمام التنمية المستدامة في العالم العربي، وأن التقنيات الرقمية توفر فرصاً نوعية لمواجهته بطرق مبتكرة وفعّالة.
ثانياً: أن تعزيز النزاهة في العصر الرقمي يتطلب أطر تشريعية وأخلاقية متينة، توازن بين الشفافية وحماية البيانات والحقوق الفردية.
ثالثاً: أن التعاون العربي – الإقليمي – الدولي هو المدخل الأساس لبناء منظومة متكاملة قادرة على التصدي لظاهرة الفساد في ظل التحديات العابرة للحدود.
وأثمر المنتدى عن عدة توصيات هي:
1- التحول الرقمي في مكافحة الفساد:
- عتماد تقنيات البلوك تشين في المشتريات والعقود الحكومية لضمان الشفافية وعدم التلاعب.
- توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الحكومية والتجارية لرصد مؤشرات الفساد.
2- تعزيز البنية التشريعية والسياساتية:
- سن تشريعات لحماية المبلغين عن الفساد عبر قنوات رقمية آمنة.
- وضع معايير واضحة لحماية البيانات الشخصية عند استخدامها في منصات الشفافية.
3- المساءلة والشفافية المجتمعية:
- دعم مبادرات الميزانية التشاركية الإلكترونية التي تمكّن المواطنين من الاطلاع على أوجه الصرف العام.
- إطلاق منصات رقمية تفاعلية لتمكين المجتمع المدني من المشاركة في الرقابة.
4- التعاون الإقليمي والدولي:
- تفعيل آليات التعاون العربي المشترك لتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في سياق العصر الرقمي.
- تعزيز تبادل الخبرات مع التجارب الدولية الرائدة في المجال.


